أكّدت الشاعرة الجزائرية فايزة مليكشي، أنّ الشعر النسوي في الجزائر عرف تطوّرا ملحوظا في الآونة، الأخيرة تجسّد مظهره في اللقاءات الشعرية التي تنظّم بمختلف ولايات الوطن، وتشارك فيها شاعرات مبدعات مرجعة ذلك إلى الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين توليهما وزارة الثقافة لمثل هذه التظاهرات الثقافية، وكشفت مليكشي في حوار خصت به ''المساء'' عن قرب صدور ديوان ثان لها حول الشعر الشعبي بعنوان ''الكواليس''، يضم 50 قصيدة تمس مختلف المواضيع... - قمت في الفترة الأخيرة بجولة عبر ربوع الوطن شاركت خلالها في العديد من النشاطات الثقافية، بودنا لو تضعيننا في السياق؟ * لقد قمت بجولة عبر الوطن حيث شاركت في ملتقى وطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية في بسكرة نظم من 16 إلى 19 نوفمبر الماضي في بلدية سيدي خالد الكبيرة، التي عرفت العديد من النشاطات الثقافية بمشاركة ألمع الأسماء في الشعر الشعبي والأغنية البدوية من مختلف ولايات الوطن، حيث استقبلنا السيد حرز الله عبد الواحد العملاق في الشعر الشعبي... كما قدمت محاضرة قيمة حول دور الشعر الشعبي في الأغنية الثورية، إلى جانب نخبة من الشعراء أمثال الشاعرة ذهيبة جودي من البيض، الشاعرة حليمة من عين تيموشنت، الشاعر خالد شامخ من غرداية، الشاعر عمر بوجردة من البويرة. - قمت بإنجاز كليب جديد يعد الأوّل من نوعه في الجزائر حول الشعر الشعبي والموسيقى المتنوعة، كيف جاءت الفكرة؟ * لقد خضت هذه التجربة لأول مرة في الجزائر، فهو إبداع جديد يتمثل في فيديو كليب خاص بالشعر الشعبي والموسيقى المتنوّعة، يتضمن مناظر خلابة للوطن الحبيب من مناطق الشمال، الجنوب، الشرق والغرب، بألبسة تقليدية جزائرية، يحمل عنوان ''الجزائر احبيبتي'' للمخرج عمر زعموم، وهذه التجربة كانت بمثابة نوع جديد، وعن قريب بإذن الله سيصدر لي ديوان ثان في الشعر الشعبي يحوي مواضيع عاطفية، وطنية، دينية واجتماعية تحت عنوان ''الكواليس''. وبخصوص المشاركات في النشاطات الثقافية، فقد شاركت في إطار ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' في ليلة الشعراء، حيث قدّمت بعض الأبيات الشعرية من قصائد مختلفة، بالإضافة إلى المشاركة في المهرجان الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية بولاية تيسمسيلت، وفي الملتقى الوطني للشعر الشعبي والأغنية البدوية في بسكرة، كما سأشارك في إطار الأيام الأدبية لولاية تبسة والمهرجان الوطني للشعر الشعبي في ولاية البويرة، وغيرها من المشاركات الجديدة المحلية والوطنية شهر ديسمبر الجاري إن شاء الله. - كيف ترين الشعر النسوي في الجزائر؟ * كان الشعر النسوي في السنوات الفارطة غير مسموع وليس له صدى كبير في الجزائر، لكن في الوقت الحالي أظنّ أنّه يعرف إقبالا كبيرا، وكذا صدى بعد الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين حظي بهما من طرف وزارة الثقافة، حيث تقوم بتنظيم الأسابيع الثقافية عبر كل ولايات الوطن، بالإضافة الى الأمسيات الشعرية، كما منحت الفرصة لشعراء مبتدئين لإبراز إمكانياتهم وقدراتهم قصد إثراء ميدان الشعر، بالإضافة إلى تنظيم مهرجانات خاصة بالشعر النسوي، مما يدلّ على اهتمام الطبقة المثقفة في الجزائر به وايلائه اهتمامها من بين كل القضايا الثقافية، وفي هذا السياق سأشارك خلال الأيام القليلة القادمة في فعاليات المهرجان الوطني للشعر النسوي الذي تقام فعالياته في دار الثقافة ''رشيد ميموني'' بولاية بومرداس. - ناديت في بعض أبياتك الشعرية إلى الحفاظ على الجزائر واستقرارها، في وقت عرفت فيه احتجاجات واسعة عبر جل ولايات الوطن في جانفي الماضي، كما كتبت أيضا عن الثورات العربية التي تشهدها بعض البلدان العربية، ما تعليقك؟ * الفنان بما فيه الشاعر يعدّ ابن بيئته وهو يتفاعل مع كل الأحداث الراهنة، سواء المحلية أو الدولية، وأنا شخصيا أرى أنّ استقرار الجزائر يعدّ مسؤوليتنا جميعا، فالفنان يجب أن يدافع عن بلاده حتى ولو كان ذلك بأغنية أو كلمة، لأنّ الشعب الجزائري عانى الكثير خلال العشرية السوداء، ولا يمكن أن نعيد سيناريو العذاب، كما أشير أيضا إلى أنّ ما يحدث في بعض الدول العربية يبقى قرار شعب يريد الحرية.