استأنفت، عشية أول أمس، مواعيد نادي الإعلام الثقافي التي ألفها الجمهور المتتبع للحركية الأدبية بعد راحة العطلة الصيفية وشهر رمضان، حيث نشط الموعد الأول أسماء شابة في عالم الشعر خاطبت من خلال مقطوعاتها الشعرية الوجدان والوطن ورثت أوضاع العالم العربي وما يعيشه في الآونة الأخيرة. أمسية الموعد الأول للنادي الذي يرعاه الديوان الوطني للثقافة والإعلام احتضنته قاعة الأطلس بباب الواد ارتأى منظموها أن تتحدث الشعر ولا شيء سوى الشعر، غير أنه بالرغم من أن اللقاء كان متواضعا من حيث الجمع القليل الذي حضره إلا أن ذلك لم يثن من عزيمة الشباب المبدع الذي لبى الدعوة لتنشيط الأمسية وأمتع الحضور بمقاطع شعرية مزجت بين مواضيع مختلفة كما ركزت في معظمها على الأوضاع المتوترة التي تشهدها الساحة العربية اليوم على كل الجبهات. افتتحت الأمسية الشعرية الشاعرة فايزة مليكشي المختصة في الشعر الشعبي والتي اعتبرها القائمون على النادي اكتشاف العدد الأول، حيث ارتأت الشاعرة أن تكون أول إطلالة لها في إطار نادي الإعلام الثقافي بقصيدة “جنان لقلام” تحدثت فيها عن الأقلام بصفة عامة، ليفسح المجال بعدها للشاعر والإعلامي رشدي رضوان الذي قرأ على مسامع حضور الجلسة الشعرية الحميمية المخصصة لإبداعات شباب الجزائر مقاطع من قصيدتين الأولى بعنوان “ضمائر المخاض”، أما ثاني ما استمتع به جمهور القاعة من إبداعات رضوان فكانت مقتطفات من قصيدة “سقط حواس”. وكان الشاعر الشاب عبد العالي مزغيش، ثالث متحدث بالشعر في أمسية نادي الإعلام الثقافي، حيث أبدع في هجاء القدس ناقدا الأوضاع التي آلت إليها في ظل جور الصهاينة وكذا أوضاع الأمة العربية قاطبة من خلال قصيدته “رؤيا” التي خاطب من خلالها منظمة الوحدة العربية، متسائلا عن مكانة السلام والأمن في خضم ما يحصل في العالم العربي، ملوّحا إلى تسابق الغرب نحو اقتسام “كعكة النفط” على حد تعبير الشاعر متنصّلين من كل القيم الإنسانية أمام صمت الأشقاء العرب، ليغيّر بعدها الشاعر الموضوع مخاطبا العاطفة والوجدان الذي نقلته على لسانه قصيدة “مايا” التي سافر من خلالها الجمهور رفقته في بحر الأحاسيس الفيّاضة والأحلام الوردية، ليختتم اللقاء الأدبي الأول كما بدأ بواحدة من إبداعات الشاعرة المتألقة فايزة مليكشي. للإشارة، الشاعرة ابنة الثنية ببومرداس تعتبر اكتشاف الموعد الأول للنادي، شاركت في العديد من الملتقيات الوطنية والمهرجانات وكذا الأسابيع الثقافية والعكاضيات الشعرية إلى جانب الندوات الفكرية وغيرها من النشاطات الثقافية التي قادتها إلى مختلف ولايات الوطن الشاسع بالإضافة إلى مشاركتها في حصص تلفزيونية وإذاعية. أصدرت الشاعرة مؤخرا ديوان شعري بعنوان “أوحيدة” يضم مجموعة من القصائد تنوعت بين القصيد الشعبي والطقطوقات عالجت من خلاله مواضيع عدة منها العاطفية، التاريخية، الاجتماعية، والمديح الديني، وكذا الأفراح كما تحتكم مليكشي على أكثر من 300 قصيدة في الشعر الشعبي، الفصيح وباللغة الفرنسية، بالإضافة إلى تعاملها مع بعض الفنانين من بينهم المطرب الشعبي نبيل لحبيب بأغنية “سايس يا بنادم بزاف عليك”، فرقة “باليكاس” بأغنية رياضية عنوانها “كي نسمع قلبك نفيبري”، كما تعاملت مع الشاب فوزي خضراوي بألبوم ضم 6 أغاني، وانفردت الشاعرة بتصوير فيديو كليب بالشعر والموسيقى عنوانه “الجزائر احبيبتي” تأليف وإلقاء الشاعرة ومن تلحين كمال عليان أما الإنتاج فهو ل “الفيروز للإنتاج الثقافي” ويصدر لها قريبا ديوان جديد بعنوان “كواليس”.