دعا خبراء جزائريون مختصون في مجال الأخطار الكبرى والكوارث أصحاب القرار في البلاد إلى ضرورة الاطلاع والاهتمام بالأبحاث العلمية المنجزة كي يتسنى لهم اتخاذ القرار المناسب والأنجع بخصوص حدوث أي كارثة، ومن أجل تسيير أحسن لأخطار الكوارث الكبرى التي تبقى الجزائر ليست بمنأى عنها. كما دعا هؤلاء الخبراء إلى ضرورة الإسراع في تنصيب هيئة الأخطار الكبرى التي أنشئت بموجب قانون صادر في ماي الماضي إلا أنها لم تشرع في مهمتها بعد، علما أن مهمة هذه الهيئة تتمثل في ضمان التنسيق بين جميع الفاعلين في مجال تسيير الكوارث. وأكد الخبراء خلال أشغال ملتقى ''الخطر وتسيير الكوارث'' الذي افتتح أمس بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار أن للجزائر إمكانيات كبيرة في مجال مواجهة وتسيير الكوارث إلا أن ما ينقصها هو التنسيق بين الأطراف الفاعلة ومنها المجتمع المدني الذي يبقى دوره أساسيا في تثقيف وتوعية الجمهور العريض في مجال التكيف والمعايشة مع الكوارث لاسيما الزلازل حتى تكون الخسائر والأضرار أقل. وأوضح البروفيسور بنورار جيلالي أستاذ بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار أن العلماء حاليا يعملون جاهدين من أجل الحد من الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الكوارث وهم يتساءلون لماذا لا تزال الزلازل تسقط المنازل وتحصد الآلاف من الأرواح عبر العالم وذلك رغم التكنولوجيا والتطور العلمي الكبير الذي حققه الإنسان. وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن الملتقى الذي يحضره خبراء من الجزائر وبعض الدول الأجنبية وكذا رئيسة برنامج الأممالمتحدة للكوارث الكبرى السيدة جاين روفانس يهدف إلى طرح العديد من الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها ومن التساؤلات ''أين وصل البحث في الجزائر؟ كيف ننظر إلى الزلازل؟ ولماذا كل هذه الخسائر في الأرواح والممتلكات؟ ليست الزلازل هي التي تقتل بل البنايات ونوعية المواد المعتمدة في البناء يضيف الخبير الذي أضاف بقوله أن الظواهر الطبيعية عادية وإنما حجم الخسائر التي نتكبدها من ورائها هو غير العادي. واعتبر المتدخلون من جهة أخرى أنه كل ما كان عمل المجتمع المدني هشا كان وعي المواطن هشا أيضا وكلما كان حجم الكارثة أكبر أقدم المواطن على البناء على أطراف الوديان أكبر وذلك لجهله الخطر الذي يهدده. وأكد منظموا الملتقى أن الهدف من هذا اللقاء الذي ينعقد ثلاث مرات في السنة هو التقارب ما بين الباحثين والمتخصصين لاسيما علم الاجتماع وتوحيد طريق البحث فضلا عن بحث كيف يتعامل المجتمع مع الكوارث؟ وشهدت أشغال اليوم الأول من الملتقى عدة تدخلات قيمة من بينها تدخل لممثل الحماية المدنية العقيد لعلاوي الذي قدم عرضا عن برنامج التدخل في حالة وقوع أي كارثة، مشيرا إلى أن المدرسة الوطنية للحماية المدنية قامت لحد الآن بتكوين أزيد من 22 ألف عون إنقاذ.