دفع الزلزال الأخير الذي ضرب السواحل اليابانية يوم 11 مارس 2011 بالجزائر إلى تسخير أفضل الوسائل لتسيير التوقعات إزاء الكوارث الطبيعية المتوقعة على طول السواحل الجزائرية، لا سيما وأن المناطق الشمالية للجزائر معرضة للزلازل، حسبما أكده خبراء في علوم البحار. وقد أجمع الخبراء، أمس، على أن الجزائر تفتقر لقاعدة معلومات علمية حول الأخطار الطبيعية التي تضرب السواحل، والتي على أساسها يمكن الاحتراز من الكوارث الناجمة عن بعض الظواهر الطبيعية على غرار الزلازل والاضطرابات البحرية، خاصة وأن الجزائر تعد منطقة زلزالية معرضة لأخطار طبيعية على طول سواحلها. ففي إطار البرنامج الوطني للبحث العلمي دخلت الجزائر في عملية تجسيد مشروع - الشبكة الوطنية لعلوم البحار- من خلال وضع أجهزة ماريغراف الرقمية على طول 1200 كلم من الساحل الجزائري، وهو جهاز كفيل برصد الموجات البحرية التي تشكل خطرا على السواحل والشواطئ والموانئ، كما تسمح باستغلالها في بناء الموانئ خاصة وأن بعض الموانئ شيدت دون التقيد بالمعايير المطلوبة، حسب ما أورده الدكتور ياسين حمدان على هامش اليوم الإعلامي لأخطار السواحل الذي نظم، أمس، بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالجزائر العاصمة. وأوضح المتحدث المختص في علوم البحار أن اليوم تزامن مع حلول الذكرى السابعة لزلزال زموري ببومرداس وجاء لتوضيح مسألة مفادها: هل الجزائر في خطر تسونامي؟، مشيرا إلى أنه لا يوجد زلزال متبوع تسونامي فقط بل هناك أخطار بحرية كثيرة، وأضاف أن البحر في اضطراب دائم وضرب على ذلك مثالا وقع يوم 9 نوفمبر 2010 بميناء الجميلة الواقعة بعين بنيان، حيث ارتفع منسوب المياه بمترين مما زرع الهلع في نفوس السكان، وقال الدكتور حمدان إن السبب راجع إلى غياب معايير يمكن بها بناء الموانئ. وفي هذا الصدد، ذكر المتحدث أن قانون 02/02 الخاص السواحل ينص على احترام مسافة 300 متر عن الشاطئ لتشييد الموانئ، وهو الأمر الذي لم يأخذ به في ميناء الجميلة، وأضاف أن اللقاء سيعطي فرصة لجمع أكبر قدر من المعلومات لمواجهة الأخطار المتوقعة على السواحل الجزائرية، مبرزا أن أجهزة الماريغراف من شأنها التنبؤ بالزلازل ولكنها لا تستطيع توقع زلزال بقياس يفوق 5,6 من سلم ريشتر والتي تسمى بتسونامي نظرا لصعوبة رصده. من جهته، أفاد الدكتور معوش سعيد أن أهم نقطة تساعد في توالي الكوارث الطبيعية هي النسيان، وقال إن الذكرى السابعة لزلزال بومرداس، أول أمس، لم تتناوله أي وسيلة إعلامية بالحديث، وهو مؤشر سلبي يؤدي إلى نسيان الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالمنطقة، مما يدفعنا كخبراء وباحثين إلى جمع كل المعلومات المتعلقة بالموضوع ووضعها في بنك معلومات تكون بمثابة مرجع للكوارث المتوقعة. وقال السيد مختار سلامي، مدير البرمجة لدى المديرية العامة للبحث العلمي والتكنولوجيا، إن اللقاء جاء لدعم الشبكات العلمية بمختلف أشكالها بما في ذلك شبكة علوم البحار، مشيرا إلى أن موضوع الأخطار الساحلية المتمثلة أساسا في الزلازل والاضطرابات البحرية مهم في الوقت الراهن بالنظر لوقوع الجزائر في منطقة ذات نشاط زلزالي كبير، وأضاف أنه تم استدعاء مجموعة من الخبراء والأساتذة المختصين لدراسة الموضوع، مشيرا في السياق إلى ضرورة العمل التوعوي بالنسبة للمواطنين من مخاطر السواحل.