فيضانات مرتقبة لوديان حيدرة.. جسر قسنطينة والحميز أجمع خبراء ومختصون في مجال الكوارث الطبيعية على أن الجزائر مهددة بالكوارث الطبيعية خاصة في ظل الفوضى واللامسؤولية التي تعد المسببات الأولى في تفاقم أضرار هذه الكوارث، وأرجعوا أسباب النتائج المدمرة لهذه الأخيرة إلى غياب المسؤولية وانتشار البناءات الفوضوية التي تعرفها جل مناطق الوطن. كشف محمد بلعزوقي مدير المركز الوطني للبحث المطبق والمضاد للزلازل أن 5 ولايات في الوطن تعاني من خطر التعرض لمختلف أصناف الكوارث الطبيعية، وهي مهددة بصفة كبيرة على غرار ما وقع لمدينة غرداية ويتعلق الأمر بكل من العاصمة بومرداس، بليدة عين الدفلى والمدية. وأوضح ذات المسؤول في ندوة تسيير الكوارث الطبيعية أقامتها جريدة ''المجاهد'' أمس بحضور عدد من الخبراء المختصين في المجال إضافة الى كل الأطراف الفاعلة في مثل حدوث هذه الكوارث، أن أهم الأخطار المصنفة بالكبرى التي تتعرض لها الجزائر حسب قانون ديسمبر 2004 هي الزلازل، الفيضانات، انزلاقات التربة، الرياح الكبرى. وأوضح ذات المتحدث أنه لابد من منظمة وطنية لتسيير الكوارث الطبيعية وهذا للتقليل من الأضرار الناجمة عنها، مشيرا إلى أن مثل هذه المنظمة من شأنها تأمين حياة المواطن. وشدد بالقول ''لا يجب أن تعتمد في كل مرة على لجنة مختصة تسمى بخلية الأزمة الوطنية كما كان الحال في بومرداس، باب الواد واليوم غرداية''. وأشار الى أن هذه المنظمة المقترحة بتسيير الكوارث الطبيعية يجب أن تكون بالتنسيق مع عدة أطراف على رأسها وزارة الموارد المائية بصفتها المالكة للخارطة الجغرافية على المستوى الوطني ومن خلالها يمكن تحديد مناطق النشاط الزلزالي. وفي سياق ذي صلة أوضح ذات المتحدث أن الجزائر لا يلزمها نصوص تشريعية في هذا المجال، من منطلق أنها تملك نصوصا قوية لكنها غير مطبقة على أرض الواقع ''الحلول موجودة لكن تطبيقها يبقى الغائب الأكبر والمسبب لمثل هذه الحالات من الكوارث التي ما فتئت تضرب الجزائر''، وطالب بلعزوقي بصفته مدير المركز الوطني للبحث في علم الجيوفيزياء السلطات باعتماد نظام الإنذار عند حدوث أي كوارث من هذا القبيل لتجنب حصد المزيد من الأرواح البشرية. وطالب بوبكر محمد خبير في مكتب دراسات الأخطار الكبرى بضرورة جعل البلدية هي المركز الأول للتقليل من الكوارث الطبيعية، وهذا بجعل مكاتب دراسات على مستوى كل ولاية من ولايات الوطن مع تحديد ولايات نموذجية حتى تحسن الدراسة وتقييم الأوضاع بشكل وافٍ وكافٍ، وقال إن ورقلة أيضا مهددة ''لن تصبح المنطقة موجودة على 20 سنة من الآن". وبالمقابل تحدث عبد الكريم يلس المدير العام للمركز الوطني للبحث في علم الزلازل ''كراغ'' عن مسؤولية الجميع في التقليص من هذه الكوارث، داعيا الى اختيار ولايات نموذجية، محذرا في نفس الوقت من بعض مناطق العاصمة على غرار واد حيدرة، الحميز، منطقة جسر قسنطينة وبومرداس على أنه لو لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة فإنها ستشهد فيضانات مثل غرداية وباب الوادي، محملا في نفس الوقت السلطات خاصة وزارة السكن مسؤوليو إعطاء رخص البناء العشوائية في ممرات الوديان، مشددا على ضرورة إيجاد حلول واقعية لتجنيب العاصمة باب واد آخر. نحو ميلاد لجنة الكوارث الكبرى المتوسطية من جهته كشف شلغوم عبد الكريم أستاذ بجامعة باب الزوار ورئيس نادي المخاطر الكبرى عن مشروع لجنة الكوارث الكبرى على المستوى المتوسطي سيتم إنشاؤها مستقبلا، وهذا حتى يتم السماح للأجانب بالاستثمار في مجال الكوارث الطبيعية ويتم ذلك بالتعاون مع السلطات الجزائرية وهذا لوجود حلول للكوارث التي تضرب الجزائر وتحديد أهم المناطق التي يتم فيها التضرر من الزلازل خاصة في مجال البنايات المضادة لزلازل والمقاومة للفيضانات. كما أكد على أنه حان الوقت للتفكير في مجلس لتسيير الكوارث الطبيعية متابع على مستوى خرائط محلية.