يرفع العلم الفلسطيني يوم غد خارج أسوار منظمة ''اليونسكو'' المتواجد مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس شهرا بعد انضمام دولة فلسطين إلى هذه المنظمة الأممية في انتصار دبلوماسي للفلسطينيين الساعين لافتكاك اعتراف دولي بدولتهم المستقلة عبر الأممالمتحدة. وشكل حصول الطرف الفلسطيني على العضوية الكاملة بمنظمة اليونسكو اختراقا دبلوماسيا على الساحة الدولية بالرغم من رمزية هذه العملية التي فشلت على مستوى مجلس الأمن الدولي بسبب الضغط الأمريكي على الدول الأعضاء لرفض العضوية الفلسطينية. وكانت إسرائيل صعدت في الفترة الأخيرة من اعتداءاتها ضد الفلسطينيين على خلفية الطلب الذي تقدموا به إلى الأممالمتحدة لإعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. وهو تصعيد أكد الفشل الذريع الذي منيت به حكومة الاحتلال في حمل السلطة الفلسطينية على الانصياع إلى مطالبها في العودة إلى مفاوضات سلام بدون أي شروط مسبقة. ثم ان إسرائيل رأت في التقارب بين حركتي ''حماس'' و''فتح'' تهديدا لأهم خططها في الضغط على الفلسطينيين للعودة إلى هذه المفاوضات مما جعلها تنتهج سياسة تصعيد ميداني ممنهج كورقة ضغط على الفرقاء الفلسطينيين. وتنوعت أوجه هذا التصعيد من عمليات قصف مكثف راح ضحيتها العديد من الشهداء إلى إعلان المزيد من المشاريع الاستيطانية ومصادرة مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية. وهو ما دفع آلاف الفلسطينيين من عرب 48 أمس إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية أمام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتعبير عن رفضهم لأكبر واخطر مخطط إسرائيلي لمصادرة مساحات شاسعة من أراضي النقب وتهجير أكثر من 30 ألف من سكانها العرب. وأكدت لجنة المتابعة العليا الممثلة للفلسطينيين داخل أراضي فلسطين 48 في الجليل والمثلث والنقب أن ''المخططات الإسرائيلية لا تستهدف شعبنا وأرضنا في النقب جنوبا فحسب بل تستهدف كل جماهيرنا وأرضنا الفلسطينية مما يتعين علينا جميعا الدفاع عن وجودنا وأرضنا وحقوقنا ومستقبل أبنائنا''. وتسعى إدارة الاحتلال بموجب مخططها الذي أطلقت عليه اسم ''مخطط برافار'' إلى مصادرة أراض تعود ملكيتها لسكان فلسطينيين في النقب وتجميع ما لا يقل عن 200 ألف نسمة من عرب هذه الصحراء في اقل من 100 ألف دونم أو ما يعادل 1 بالمائة من المساحة الإجمالية للأراضي التي تنوي حكومة الاحتلال نزعها منهم. وهو ما جعل لجنة المتابعة تؤكد في بيانها أن ''النكبة الجديدة التي تهدد النقب وأهله ما هي إلا جزء من مخططات مبيتة تستهدف الوجود العربي برمته في هذه البلاد''. ودعت كل الفلسطينيين الى توحيد صفوفهم وتكثيف جهودهم من اجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد الهوية الإسلامية والعربية والفلسطينية في النقب. وقال عوض عبد الفتاح سكرتير حزب التجمع الوطني الديمقراطي في إسرائيل الداعي لهذه المظاهرة الاحتجاجية إن ''هذه المظاهرة الحاشدة هي الأولى من نوعها لعرب الداخل والتي تستهدف الاحتجاج على السياسات الإسرائيلية ضدهم''. وأضاف بأن المظاهرة التي نظمت تحت عنوان ''الإضراب العام والمظاهرة الوطنية الكبرى'' تسعى لوقف التهويد للأراضي الفلسطينية والحفاظ على حقوق عرب الداخل ضد السياسات الإسرائيلية.