كشفت المختصة في السينوغرافيا وخيال الظلّ السورية دلال مقاري في جلسة مفتوحة مع ممثلي الصحافة الوطنية بباتنة على هامش الدورة الثالثة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في سهرته الأولى بأنّ ''المسرح العربي يخطو بخطوات بطيئة لكن فيها أحيانا جرأة وجمال غير اعتياديين''. وأضافت ضيفة الأوراس والجزائر بأنّ ''المسرح العربي غير جماهيري عكس المسرح في الغرب؛ فهناك يعملون على تكوين الجمهور منذ الصغر''، مردفة ''نحن اليوم نريد أن يكون المسرح في الوطن العربي جماهيريا وليس نخبويا لأنّ له امتدادات في حياتنا اليومية وهو جدّ مهم''، وعن خيال الظلّ قالت مقاري (وهي المخيالة العربية الوحيدة التي تحضّر دكتوراه في هذا الفن) إنّه يعطي حلولا فنية للمسرح فيما يخصّ السينوغرافيا والإخراج، مؤكّدة بأنّه على عكس خيال الظلّ اليدوي التراثي؛ أصبح هذ الفن اليوم مجموعة من التقنيات الضوئية الحديثة التي يمكن الاعتماد عليها لإثراء السينوغرافيا التي ''تبقى علاقتنا بها في الوطن العربي سطحية وشكلية''. وتحدّثت مقاري عن تجربتها بألمانيا وكيف تحاول أن تجعل من تقنيات مسرح خيال الظل وسيلة لتخليص الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من مكبوتاتهم الداخلية والتعبير عن الذات بصفة تلقائية وعفوية وهو الأساس في أصل المسرح، وأشارت إلى وجود مصادر ضوء بسيطة يمكن إظهارها في خيال الظل الحديث وهي طرق ''أسعى إلى تعليمها للطلاب'' -تقول مقاري- لإظهار المتعة بشكل سحري في هذا المسرح الذي تعود أصوله إلى الإنسان البدائي وعرفه العرب قبل الإسلام، حتى أنّ امرأ القيس تعرّض له في بعض قصائده. ولم تخف ضيفة باتنة بأنّها تسعى انطلاقا من تجربتها في هذا النوع من المسرح إلى تأصيل علاقة الإنسان بالمكان والتركيز على مفاهيم وتفاصيل دقيقة والبحث عن عفوية موجودة في الداخل لاستخراجها وتطويرها من أجل مسرح عربي وأمازيغي جهوي متميّز. للإشارة؛ تشرف دلال مقاري بباتنة خلال فترة انعقاد المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي يحتضنه مسرح باتنة الجهوي إلى غاية 18 ديسمبر الجاري على ورشة تكوينية لفائدة عشّاق الفن الرابع من ممثلين ومخرجين حول السينوغرافيا وخيال الظل من التراث إلى المعاصرة ستتعرض خلالها إلى عدة محاور منها علاقة السينوغرافيا بالعلوم وتطوّر الفنون وتطبيقات حول تجارب مسرحية عالمية (مكان العرض والجمهور والتقنيات المستخدمة)، ثم تصميم نماذج وتحويل نص شعري إلى نص بصري وكذا التعريف بفن خيال الظل وتطبيقاته القديمة والمعاصرة