تتوالى الخرجات الصعبة لفريق جمعية وهران، حيث تنتظره أخرى إلى ميدان شباب الساورة المغمور، الذي لم تكبحه نقص تجربته في قسمه الجديد عن تحقيق نتائج جد إيجابية فاجأت أكثرمن فريق ومتتبع، ومن بينهم جمعية وهران، التي تدرك جيدا المخاطر التي تلف خرجتها هذه، خاصة مع تردي حصادها في الفترة الأخيرة، ما جعل تشكيلتها عرضة لسهام الأنصار الذين أبدوا خشيتهم الكبيرة بعد سقوطها المدوي أمام الجار ترجي مستغانم. وهو السقوط الذي لم يجد ''الجمعاوة'' مبرر له سوى اتهام ما قالوا أنه طرف داخلي كان بيدقا لتنفيذ مؤامرة للإطاحة بالفريق، كما يؤكد على ذلك بن شاذلي، الذي يضيف قائلا :'' أنا أتهم بعض اللاعبين بالتهاون العمدي في انهزامنا ضد مستغانم، وهي مؤامرة حيكت ضد فريقنا من الداخل، فقد تفاجأت لمردود هؤلاء اللاعبين خاصة في الشوط الثاني، حيث استسلموا لخصمهم بكل سهولة، وأنا متأسف على ذلك، ومسؤول عن ذلك، وسأقبل أي قرار ستتخذه الإدارة حتى وإن طلبت مني الانسحاب من الفريق". الإنسحاب أو الاستقالة التي كان يتوقعها الغالبية بعد تعثر ملعب زبانة، لم تحصل وواصل المدرب عمله عاديا، يهيء تشكليته لمواجهة الساورة، بالتوازي مع إعداده تقريرا مفصلا عن مردود كل لاعب، قد يكون حاسما ومحددا بشكل كبير لهوية المسرحين في الميركاتو الشتوي، وحتى الإدارة أكدت على ذلك وعلى بقاء بن شاذلي في منصبه، مبررة بأن ما حصل ما هو إلا كبوة جواد، وأن البطولة لا تزال طويلة، وهدف الصعود البديل عنه، محاولة منها للتخفيف من وطأة التعثر أمام''الحواتة''، ومن الضغط الذي يمارسه الأنصارالذين داوموا حضور الحصص التدريبية لهذا الأسبوع غاضبين، منتقدين الإدارة وطالبين منها التحرك لإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تقع الفأس في الرأس، ويصبح هذا الموسم نسخة مطابقة للمواسم الماضية الجرداء. في ظل هذه المعطيات، حضرت التشكيلة الوهرانية لمباراة الساورة التي ورغم صعوبتها، إلا أنها تسعى لوضع حد لسلسلة النتائج السلبية التي لم تفارقها منذ خمس جولات، ولا أحسن من جلب نتيجة إيجابية خارج الديار وأمام منافس مباشر على اللقب والصعود، كما قال المحنك واسطي زبير، الذي أضاف :'' ما حدث ضد ترجي مستغانم هو من منطق الكرة، وليس عيبا أن ننهزم داخل ديارنا ولو أننا كنا نتمنى الفوز وعدم تضييع أية نقطة فوق ميداننا، لكن البطولة لا تزال طويلة وبإمكاننا تعويض إهدارنا، والتجربة علمتني أمورا وحيثيات عندما تكون تلعب على الصعود، سأستغلها وسأفيد بها زملائي بها". أما عن المضيف شباب الساورة، فقال عنه اللاعب السابق لمولودية وهران : '' لاشك أن شباب الساورة فريق فرض نفسه بقوة لحد الآن، وخاصة داخل ميدانه حيث خرج منه ظافرا في كل المباريات التي لعبها به، ونحن نعرف ذلك، وعلينا أن نضع له حسابا ونتعامل معه بحذر، وكما انهزمنا في ميداننا فبمقدورنا العودة ظافرين بالنقاط الثلاث''. هذا التمني مشروع لكنه يبدو صعبا في ظل الغيابات المؤثرة التي ستسجلها تشكيلة الجمعية في هذا اللقاء الهام، كالمعاقبين مازاري الذي يوجد في عين الإعصار منذ هزيمة الجولة السابقة، والحارس موجار، واحتمال تخلف بوكرش الذي ضيع غالبية تدريبات هذا الأسبوع، ولئن لم يفصح عن السبب في ذلك إلا أن اللاعب السابق للترجي المستغانمي، لا يزال متأثرا بسوء معاملة مجموعة من مناصري جمعية وهران في تلك المباراة المشؤومة.