سجلت جمعية وهران، أول أمس، هزيمة فوق أرضية ملعبها أمام جارها ترجي مستغانم وبنتيجة (2/3)، بعدما كانت متقدمة بهدفين لصفر في الشوط الأول من توقيع القناص مباركي، الذي سجل بالمناسبة ثنائية، هي الثانية له بعد الأولى ضد نادي بارادو ليصبح في عداده أربعة أهداف، لكن العودة القوية للمستغانميين في الشوط الثاني، كانت مكلفة جدا للوهرانيين الذين أجبروا على تلقي ثلاثة أهداف من اللاعبين عمالي في د67 والحارس بلعربي في د78 (ضربة جزاء) وبرباري في د,89 كانت عنوانا لأول سقوط لهم داخل قواعدهم، وتأكيدا على سوء حالهم ونتائجهم في الجولات الأخيرة من مرحلة الذهاب، التي سيقفلونها بتنقل صعب جدا إلى بشار لمنازلة فريق الساورة، والأكثر تضييعهم لكرسي الوصافة لمصلحة فريق جار آخر،ألا وهو اتحاد سيدي بلعباس الذي صنع حدث هذه الجولة، بإلحاقه أول هزيمة بالرائد أهلي برج بوعريريج. مباركي يقتنص الدفاع المستغانمي باكرا المتتبع لأطوارالمباراة، يكون لاحظ سوء تركيز لاعبي ودفاع ترجي مستغانم في ربع الساعة الأول من المقابلة، الذي استثمره جيدا مهاجمو جمعية وهران، وخاصة بالغ الذي صال وجال على الجهة اليمنى ومون زميله مباركي بكرتين أدعهما شباك حارس الترجي بلعربي. وقد كان بمقدور المحليين رفع الحصة مع تأخر دخول مدافعي الترجي في المقابلة، ولحسن حظهم أن الجمعية لم تكن قوية بالقدرالذي يستحيل معها رفع رؤوسهم في ما بقي من وقت المباراة، والمدرب عصمان أثبت ذلك في الشوط الثاني، لما قلب المعادلة وحول هزيمة مؤقتة لفريقه إلى انتصار نهائي له. عصمان يصطاد بن شاذلي بذكاء ويبدو أن مدرب الترجي أجاد قراءة الشوط الأول ونقاط قوة وضعف الجمعية الوهرانية، ومن ثم وضع الوصفة المناسبة التي مكنت فريقه من استرجاع إمكاناته، واصطياد أخطاء مضيفه التي كثرت في المرحلة الثانية، ومن ثم الإيقاع به في شراك الهزيمة. وقد كانت التغييرات التي قام المدرب عصمان مصدر نجاح الترجي، وكمثال على ذلك إقحامه البديل مداحي المعروف بسرعته والذي حرر زميله زروالي الذي زاد ميله نحو الهجوم، ونفس الشيئ للاعب الوسط برباري الذي تجاسر أكثر إلى الأمام، وحمل معه هدف الفوز لفريقه وفي وقت حاسم جدا، معلنا انهيارا تاما وكاملا للجمعية التي سلمت من تلقي هدف رابع في الأنفاس الأخيرة من المباراة. مازاري صورة لفريقه ولعل ما يدل على هذا الانهيار، الأداء الباهت لمدافعها مازاري الذي يعد ركيزة نجاح أكيدة للجمعية الوهرانية، قبل أن ينقلب في مباراة الترجي إلى معول هدم لا إرادي لفوز فريقه المؤقت، فقد كان سببا مباشرا في نيل الترجي ضربتي جزاء على مدار الشوطين، الأولى وفق زميله الحارس موجار في التصدي لها ببراعة، والثانية في الشوط الثاني منحت هدف التعادل للمستغانميين بعدما نفذها بنجاح الحارس بلعربي، والأكثر أن مازري خرج مطرودا وفي وقت حساس جدا أي قبل 12 دقيقة عن نهاية المباراة، وخلال هذه الدقائق ضيعت الجمعية فوزها، وضيع معها مازاري ود مجموعة من الأنصار الغاضبين الذين انقلبوا عليه سبا ومسيريه. مداحي : نستحق الفوز اللاعب السابق لمولودية وهران والحالي لترجي مستغانم، مداحي عبد الكريم، كان ورقة رابحة للمدرب عصمان، حيث كان دخوله وزميله زروالي في نصف الساعة الأخير من المقابلة مفيدا وحاسما في نيل فريقهما فوزا، قال عنه مداحي بأنه مستحق بالنظر إلى الأداء الجيد الذي قدمه، خصوصا في الشوط الثاني، ويكفيه فخرا - يضيف - أنه الفريق الوحيد لحد الآن الذي أطاح بالجمعية في عقر دارها، وأن هذا الانتصار مشجع له لخوض مرحلة الإياب بثقة وقوة أكثر، خاصة وأن الفارق ليس شاسعا بين موقع الترجي الحالي في لائحة الترتيب ومقعد الوصافة والذي هو محدد في أربع نقاط. بوكرش: لم يفهم شيئا في هزيمة فريقه هزيمة الجمعية كان وقعها كبيرا على نفوس الأنصار، المسيرين والمدرب بن شاذلي، الذي رفض التصريح عقب نهاية اللقاء، والوحيد الذي تشجع وتفوه بكلمات تعليقا على هذه العثرة القاسية، كان اللاعب السابق لترجي مستغانم بوكرش، الذي بدا متأثرا جدا ليس بالانهزام فقط، بل وللتعثرات المتتالية لفريقه في الجولات الأخيرة، والتي جعلته لا يفهم شيئا في ما يحصل داخله، وأوضح يقول : ''صراحة لا أعرف ما يقع لفريقنا الذي تعطلت مسيرته في أربع جولات، لكن علي أن أنبه إلى تصرفات جمهورنا اليوم، الذي تحول من مناصر إلى ضاغط بالسب والشتم، وأخشى أننا سنتحسر على النقاط التي ضيعناها في المدة الأخيرة في نهاية البطولة''.