استفادت مؤخراً ولاية سطيف من مخطط توجيهي للتهيئة العمرانية، مشترك بين ثماني بلديات، لها حدود مشتركة مع عاصمة الولاية، وهذا بغرض دفع عجلة التنمية المحلية من خلال خلق فضاءات عقارية جديدة تسمح بتجسيد مشاريع واعدة في مختلف القطاعات، وبالتالي سيكون بمثابة متنفس جديد لمدينة سطيف التي استغلت كل ما بحوزتها من مساحات عقارية خلال السنوات الأخيرة، كما سيعود بالفائدة أيضا على البلديات المجاورة لها ضمن إطار مسعى تكاملي يراعي خصوصية كل بلدية. ويضم المخطط التوجيهي الذي تمت المصادقة عليه من طرف المجلس الشعبي الولائي مؤخرا، ثماني ببلديات هي: سطيف، قجال، مزلوق، عين أرنات، أولاد صابر، عين عباسة، أوريسيا، وبني فودة، وحسب مكتب الدراسات التقنية، فإنه سيكون في المستقبل القريب بمثابة همزة وصل بين شمال الولاية وجنوبها، حيث يتربع على مساحة تفوق 1256 كيلومترا مربعا، أي ما يمثل نسبة 20 % من المساحة الإجمالية للولاية، كما يضم أكثر من 445000 نسمة، والتي تمثل بدورها أكثر من 30 % من إجمالي سكان الولاية. وحسب مكتب الدراسات ''URBAS'' الذي أشرف على المخطط المذكور، فإن محيط بلدية سطيف استفاد من مساحة تقدر ب 600 هكتار جديد مقسم بين التوسع العمراني بحوالي 384 هكتارا، من بينها 110 هكتارات بحي شوف لكداد غرب المدينة، و84 هكتارا بحي عين السفيهة جنوبالمدينة وغرب الحي المذكور، بالإضافة إلى 150 هكتارا شرق نفس الحي، كما تم تخصيص 220 هكتارا إضافية مخصصة للنشاط الاقتصادي، منها 120 هكتارا لمنطقة النشاطات والتخزين، و100 هكتار لمنطقة عرض كبيرة. أما خارج محيط بلدية سطيف، فإن المخطط يضم 610 هكتارات موزعة بين بلدية أولاد صابر ب490 هكتارا، وبين منطقة شيرهم ببلدية بني فودة ب70 هكتارا، والباقي يكون بمنطقة تينار. وحسب المصدر، فإنه تم تصنيف بلدية سطيف ضمن المخطط المذكور كقطب تنموي محرك، وبلدية عين أرنات كنقطة ارتكاز باعتبارها تتوفر على مطار وطريق سيار، في حين تم تصنيف بلدية قجال كمنطقة عبور وتخزين، وبلدية عين عباسة كنقطة ثنائية النشاط بالنظر لمؤهلاتها الفلاحية والسياحية، وبلدية أوريسيا كمنطقة للنشاط الفلاحي، ونفس الشيء بالنسبة لبلدية بني فودة، أما بلدية مزلوق، فقد تم تصنيفها كمنطقة للنشاط الاقتصادي متعدد الأشكال، في حين تم تصنيف بلدية أولاد صابر كمنطقة استقبال، كونها تتوفر على مساحات شاسعة من الأراضي غير الصالحة للزراعة. ويعلق مسؤولو البلديات المذكورة آمالا كبيرة على هذا المخطط الذي ينتظر أن يساهم بدرجة كبيرة في خلق تكامل بين البلديات المعنية، ومن ثمة توفير فضاءات إضافية غير مستغلة للسكان، الأمر الذي سيمكن من خلق الثروة وتعزيز المداخيل، والقدرة على احتواء طلبات السكان في مختلف الميادين خلال السنوات القادمة.