أعلن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، عن ترقية ثمانية مراكز جامعية إلى مصف جامعات، ودعا كلا من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للشروع في دراسة إمكانية إحداث هياكل استشفائية جامعية في جنوب البلاد. ونوه السيد بوتفليقة بمناسبة إشرافه، بجامعة ''عمار ثليجي'' بالأغواط، على افتتاح السنة الجامعية 2011-2012 بما تحقق في العشرية الأخيرة من إنجازات متعددة في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، من معاهد وجامعات، مشيرا إلى أن البرامج الاستثمارية العمومية المتتالية سمحت بتدارك العجز الذي خلفته سنوات العسر وبناء قدرات تنموية تضع الجزائر على أعتاب مرحلة تودع فيها زمن الضعف والهوان وتجدد عهدها مع النمو والرخاء. وبعد أن عبر عن عزم الدولة على تحقيق تعمير علمي لكافة مناطق البلاد، مؤكدا بأن بلدا أعطى عناية للفكر وبنى العديد من الجامعات لا خوف عليه من عاديات الزمن والسنين العجاف، أعلن رئيس الجمهورية عن ترقية المراكز الجامعية في كل من الوادي، خميس مليانة، سوق أهراس، البويرة، خنشلة، غردايةّ، برج بوعريريج والطارف إلى مصف جامعات، داعيا بنفس المناسبة وزيري التعليم العالي والبحث العلمي، الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للشروع في دراسة إمكانية إحداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفر على الإمكانيات المادية والبشرية في جنوب البلاد، وذلك قصد فتح تخصص الطب لدى المؤسسات الجامعية الأكثر استعداد بهذه المنطقة من مناطق الوطن. وإذا كان السيد بوتفليقة قد أشار إلى أن الهدف الأساسي من القرار الأخير هو السعي إلى تحقيق توازن أفضل لخريطة التكوين في العلوم الطبية، فإن هذا القرار ينتظر منه أيضا أن ينهي حالة الاضطراب الشديد الذي يشهده قطاع الصحة في الفترة الأخيرة بفعل دعوة الأطباء ومستخدمي القطاع إلى إلغاء الخدمة المدنية، وإدراجهم لهذا المطلب ضمن المطالب المرفوعة خلال حركاتهم الاحتجاجية المتكررة. وفي سياق متصل، أشار رئيس الجمهورية إلى أن الدولة عملت ضمن البرنامج الإصلاحي على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للأساتذة والباحثين وكذا الظروف البيداغوجية والمادية للطلبة إيمانا منها بأن التحدي الأول اليوم وغدا هو التحدي المعرفي والتكنولوجي، معتبرا بأن الأعداد الكبيرة للطلبة تعد فرصة سانحة لتزويد البلاد بالإطارات المؤهلة وتحديا لها في توفير التكوين النوعي. وفي حين أوضح بأن الإصلاحات التي أدخلت على النظام العلمي والبيداغوجي تندرج ضمن المسعى المذكور، أشار السيد بوتفليقة إلى أن الجامعة الجزائرية تعرف اليوم تطورا في علاقتها بمحيطها، بشكل يجعل خريجيها أكثر تأهيلا لسوق الشغل، ويضع قدرات الباحثين في متناول أصحاب القرار والفاعلين الاقتصاديين، مؤكدا بأن جهودا كبيرة بذلت للانتقال بالجامعة من مدرجات وأقسام إلى مراكز امتياز ترافق جهود التنمية على كل مستوى، ومشيرا إلى أن الطموح مستقبلا سيتجه إلى قطف ثمار هذه الجهود التي تؤهل الجامعة لأن تتبوأ مكانا أفضل في الترتيبات السنوية التي تجريها المؤسسات المتخصصة في العالم. من جهته، لم يفوت وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية المناسبة ليشيد بالرعاية الخاصة التي يوليها الرئيس بوتفليقة لتطوير وعصرنة الجامعة الجزائرية، مبرزا التطور النوعي الكمي الذي عرفه القطاع في السنوات الأخيرة إن على مستوى الهياكل البيداغوجية ومراكز الإيواء أو على مستوى التأطير وترقية مناهج التعليم والبحث العلمي. وفي هذا الإطار، أشار السيد حراوبية إلى أن القطاع تدعم هذه السنة ب127 ألف مقعد بيداغوجي مما يرفع قدرات الاستقبال إلى 4,1 مليون مقعد بيداغوجي، وأوضح أن هذه القدرات سمحت باستقبال 240 ألف طالب جديد خلال الموسم الجامعي الجديد وهو ما يرفع -حسبه- العدد الإجمالي للطلبة إلى قرابة 3,1 مليون طالب في مختلف الأطوار يؤطرهم قرابة 40 ألف أستاذ من مختلف الرتب. بينما تدعمت الشبكة الجامعية بثلاث مراكز جامعية بكل من تيبازة، البيض وتندوف ومدرسة عليا للأساتذة بالأغواط، ليصل عدد المؤسسات الجامعية إلى 85 مؤسسة. أما بخصوص مراكز الإيواء فقد تعززت قدرات القطاع هذه السنة ب85 ألف سرير لتصل في مجملها إلى 600 ألف سرير موزعة على 368 إقامة جامعية. وبالموازاة مع ذلك، أشار الوزير إلى توسيع خارطة التكوين في مختلف الأطوار هذا العام، من خلال فتح 525 عرض تكوين في الليسانس، 727 عرض تكوين في الماستر و214 عرض تكوين في الدكتوراه، مذكرا بأن المدارس الوطنية العليا استقبلت هذه السنة أولى الدفعات المتخرجة من المدارس التحضيرية. للإشارة، فقد أشرف رئيس الجمهورية عقب إعلانه عن الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية على حفل تكريم 11 أستاذا استفادوا من الترقية في الرتبة، من مختلف جامعات الوطن، وفي التخصصات التالية: الصيدلة والطب وعلوم الأوبئة والهندسة الميكانيكية والفيزياء والأدب العربي والعلوم الاقتصادية وعلوم البيئة والقانون الدولي العام وعلم النفس وجراحة القلب. كما كرم فريق كرة القدم النسوي التابع لجامعة بجاية الذي تحصل مؤخرا على كأس العالم الجامعية بهولندا. وحظي الرئيس بوتفليقة من جهته بتكريم خاص من قبل الأسرة الجامعية التي منحته هدية رمزية عرفانا له بالجهود التي يبذلها في إطار رعايته للعلم والمعرفة وتطوير الجامعة الجزائرية. مبعوث ''المساء'' إلى الأغواط م / بوسلان