كانت نتائج الرياضة الجزائرية خلال الموسم المنقضي,2011 مخيبة لآمال الجزائريين في كل التخصصات، حيث وضعت حدا للتفاؤل الذي أبداه الجزائريون بعد مشاركة الفريق الوطني لكرة القدم في كأسي أمم إفريقيا بأنغولا، والعالم بجنوب إفريقيا سنة .2010ولم يتمكن الفريق الوطني من مواصلة المسيرة في عهد بن شيخة، والأمل باق على التشكيلة الحالية التي يقودها المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي تعهد بوصول ''الخضر'' إلى مونديال ريودي جينيرو. في حين سجل المنتخب الوطني الأولمبي في المحطة التصفوية المؤهلة إلى أولمبياد لندن ,2012 إخفاقا غير متوقع عندما ضيع أشبال عز الدين آيت جودي الفرصة التاريخية التي أتيحت لهم تأشيرة التأهل إلى الألعاب الأولمبية المقبلة بعد 32 سنة كاملة من الغياب، حيث حقق الفريق الوطني فوزا واحدا أمام السنغال، قبل أن يتلقوا هزيمتين متتاليتين أمام المغرب ونيجيريا برباعية أخرى. أما كرة القدم النسوية، فقد عرفت مسارا متباينا، حيث أنهت التشكيلة الوطنية بطولة إفريقيا للأمم 2010 (جنوب إفريقيا) في المركز الأخير بدون رصيد، قبل تمكنها من العودة نسبيا في الألعاب الإفريقية من خلال فوزها بالميدالية البرونزية. واحتل منتخب الذكور بقيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش في نهاية سنة 2011 في المركز ال 30 في ترتيب الفيفا، فيما احتلت نظيرتها النسوية المركز ال .79
ألعاب الموزمبيق والدوحة أكبر شاهدين على النكسات الرياضية ولم ينحصر الإخفاق الرياضي الجزائري في2011 على كرة القدم، بل ساد التخصصات الرياضية الأخرى، وكان أكبر شاهد على هذه الإنتكاسة، الألعاب الإفريقية والألعاب العربية أين احتلت الجزائر مرتبة خامسة محتشمة، مرفوقة بمردود هزيل عموما بوضوح التراجع والتقهقر المخيف للرياضة الجزائرية في,2011 باستثناء بعض الإنجازات المحققة في الرياضات الفردية (لقب عالمي في الملاكمة وآخر في الكاراتي). وكانت النتائج المحققة من قبل البعثة الرياضية الجزائرية في ألعاب الموزمبيق الدوحة، أين كانت حصيلة الجزائر على التوالي 85 ميدالية (22 ذهبية و29 فضية و34 برونزية) و88 ميدالية (16 ذهبية و31 فضية و41 برونزية)، بعيدة كل البعد عن كل التوقعات بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي سخرت لجميع الاتحاديات الرياضية.
الرياضات الجماعية مازالت في غرفة الإنعاش والأمر الواضح والجلي هوالإخفاق الكبير للرياضات الجماعية هذه السنة، بالرغم من غناها وكثافة المنافسات الدولية التي تخللتها. فالمنتخب الوطني لكرة السلة (ذكور)، الذي يمر حاليا بمرحلة إعادة البناء تحت إشراف، منذ شهر جويلية المنصرم، الأمريكي سيان والن ومساعده باتريك فيتز باتريك، سجل تحسنا طفيفا من حيث النتائج في خرجاته الدولية مقارنة بمردوده في الدورات السابقة، فيما لم ترق نتائج المنتخب النسوي إلى مستوى التطلعات. وفي الكرة الطائرة، فقدت سيدات المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب أحمد بوقاسم لقبهن الإفريقي المحقق سنة 2009 لفائدة منتخب كينيا بنيروبي. وتمكنت رفيقات اللاعبة فائزة تسابت من التدارك بإحرازهن لذهبية الألعاب الإفريقية في دورتها العاشرة بمابوتو، وشاركت سيدات الكرة الطائرة الجزائرية فيما بعد ولأول مرة في تاريخ الجزائر في كأس العالم التي جرت أطوارها باليابان ما بين 4 و18 نوفمبر الماضي، والتي اتسمت باحتلالها للمركز ال11 من ضمن 12 منتخبا مشاركا. وفي الدورة الثانية عشرة من الألعاب العربية بالدوحة، اكتفت اللاعبات الجزائريات اللائي كن مرشحات بالذهب، بالفضية، مفرطات في المعدن النفيس لصالح نظيراتهن المصريات بنتيجة ثلاثة أشواط مقابل واحد. أما منتخب الذكور في نفس الاختصاص، فقد خيب الآمال باكتفائه بالفضة في مابوتو، والبرونز في الدوحة، أين كانت النتائج بعيدة عن كل التوقعات. أما الكرة الصغيرة الجزائرية، فقد أنهت عام,2011 بنقطة سوداء بتجميد بطولة القسم الوطني للذكور، بسبب الخلافات الناشبة بين الاتحادية الجزائرية وفرق المجمع البترولي ومولودية سعيدة ونادي الأبيار بشأن قيام الهيئة الفيدرالية، بتغيير نظام المنافسة قبل أيام من انطلاق البطولة الوطنية. هذا وستشارك التشكيلة الوطنية لفئة الذكور والإناث في البطولة الإفريقية للأمم المقررة من 10 إلى21 جانفي بمدينة سلا المغربية، والتي تعد المحطة المؤهلة إلى أولمبياد لندن .2012 وعلاوة على ذلك، خيبت ألعاب القوى، التي كانت تهدي الألقاب الأولمبية للجزائر عن تأكيد هيمنتها، الآمال مرة أخرى بعد أن فشلت في إحراز أي لقب خلال بطولة العالم لألعاب القوى التي جرت بمدينة دايجو الكورية في الفترة الممتدة من 27 أوت إلى 4 سبتمبر الفارط، حيث اكتفت الجزائر بالمركز التاسع الذي جاء بفضل العداء طارق بوكنزة في سباق 1500 متر، والمركز العاشر عن طريق العربي بورعدة في اختصاص العشاري، تضاف إليها النتائج الهزيلة للألعاب الإفريقية والعربية.
الرياضة العسكرية تحفظ ماء الوجه وبالمقابل، نجحت التشكيلة الوطنية العسكرية في دخول التاريخ من بابه الواسع، من خلال إحرازها للقب الألعاب العالمية التي جرت بالبرازيل على حساب المنتخب المصري في الدور النهائي بهدف نظيف، حمل توقيع مهاجم مولودية وهران سيد أحمد عواج. وقدم أشبال المدرب عبد الرحمن مهداوي دورة في المستوى، بعد أن تصدروا مجموعتهم التي ضمت منتخبات البرازيل والأوروغواي والسورينام، قبل أن يفوزوا على البرازيل البلد المضيف في المباراة نصف النهائية.
المواهب الصاعدة تُبقي على آمال الرياضة الجزائرية ورغم الإخفاقات الكبيرة للرياضة الجزائرية في,2011 فإن الأمل لا يزال قائما في بعض مواهبها الصاعدة لعدد من الرياضات الفردية، بدءا بالمصارع الواعد الشاب عمار قرني الذي توج بلقب بطولة العالم لفئة (أقل من 63 كلغ)، خلال الألعاب العالمية السابعة التي احتضنتها ماليزيا شهر أكتوبر المنصرم. من جهتها، تمكنت الملاكمة الجزائرية من إحراز لقب عالمي سنة ,2011 بفضل الملاكم عبد الحفيظ بن شبلة في وزن ( 80 كلغ) على حساب الفرنسي لودفيك غروغو. أما المصارعة (صاحبة المركز الثامن عالميا) صوريا حداد، فقد تألقت بإحرازها للميدالية البرونزية (أقل من 52 كلغ) خلال كأس العالم، والتي جرت بالبرازيل من 25 إلى 26 جوان قبل إحراز الذهب في الألعاب الإفريقية في دورة روتردام الدولية، شهر نوفمبر الماضي. وقد شاب مردودها خلال السنة أثناء تعثرها بموعد الدوحة الذي كانت فيه من أكبر المرشحات للتتويج بالذهب، قبل الإخفاق أمام مصارعة تونسية غير معروفة ومن فئة الوسطيات. أما زميلتها في المنتخب الوطني مريم موسى (أقل من 52 كلغ)، فقد حققت نفس المشوار بالحصول على ميدالية برونزية في الألعاب الجامعية الصيفية السادسة والعشرين، التي احتضنتها الصين في شهر أوت الماضي. وحتى رياضة الشطرنج، كانت نتائجها موفقة بحصولها على ميداليتين ذهبيتين في الألعاب الإفريقية بمابوتو، ونفس الحصيلة بالألعاب العربية الأخيرة. وفي ألعاب القوى، بقيت باية رحولي، الاختصاصية في الوثب الثلاثي، وفية لتقاليدها، حيث ورغم تقدمها في السن، تمكنت من الحصول على ميدالية من المعدن النفيس بمابوتو.