تألقت الرياضيات الجزائريات في الألعاب الرياضية العربية بالدوحة، والتي اختتمت أول أمس بتحقيقهم لمشاركة مشرفة مقارنة بالذكور، وذلك بعد تحصلهم على نصف الميداليات الذهبية التي تحصل عليه الوفد الجزائري المشارك في هذه المنافسة العربية. إخفاق غير مسبوق لممثلي الجزائر تمكنت الرياضيات المشاركات في تخصصات السباحة وألعاب القوى والجيدو من تحقيق خمسة ميداليات من بين السبع، التي تم إحرازها في هذه الرياضات التي شهدت إخفاقا غير مسبوق، ومن بين الرياضيات اللواتي حققن الذهب في ألعاب الدوحة السباحة أمال مليح البالغة من العمر 18 سنة، حيث منحت للجزائر ميداليتها الذهبية الوحيدة في اختصاص 100متر سباحة على الظهر، بعيدا عن توقعات الاتحادية الجزائرية للسباحة التي تنبأت بالعودة إلى الجزائر بخمس ميداليات من المعدن النفيس، الأمر الذي لم يتحقق وكان بعيد المنال. “بلبيوض” و”رحولي” لحفظ ماء الوجه وتحصل المنتخب الوطني النسوي للسباحة على خمس ميداليات فضية وأربعة برونزية، خلال الألعاب الرياضية العربية ال12 بالدوحة، في ألعاب القوى من بين الميداليات الثلاث الذهبية التي تحصل عليها المنتخب الوطني، اثنان منها عادت للعنصر النسوي بفضل باية رحولي الوثب الثلاثي، وبلبيوض تهاني روميسة الوثب الطويل، من جهتها كانت الشابة بلبيوض تهاني روميسة 20 سنة في مستوى تطلعات المشاركة الجزائرية في ألعاب القوى، بإحرازها على الذهب في تخصص الوثب الطويل وبرونزية في ال100 متر حواجز. مشاركة مشرفة في الجيدو وتعد مشاركة بلبيوض جد إيجابية ويمكنها أن تمضي قدما لخلافة باية رحولي في اختصاص الوثب الطويل، وهي التي أحرزت الميدالية البرونزية خلال الألعاب الإفريقية بمابوتو الموزمبيق، وفي منافسات الجيدو تألقت الرياضيات الجزائريات اللواتي تحصلن على ميداليتين ذهبيتين من بين الثلاث المحرز عليها من قبل المنتخب الوطني للجيدو في ألعاب الدوحة، وتم تحقيق هذا الإنجاز من قبل موسى مريم -57 كيلوغراما وصونيا عسلة الوزن المفتوح، حيث كان بإمكان مصارعات الجزائر العودة بنتيجة أكبر، لولا إخفاق صوريا حداد في نصف النهائي واكتفائها بالبرونز. منتخب كرة الطائرة خيب كل الآمال لعل أكبر مفاجأة غير سارة للجزائريين في الألعاب، كانت من نصيب المصارعة صوريا حداد الثامنة على مستوى الجيدو العالمي، وصاحبة البرونز في الألعاب الأولمبية السابقة ببكين، حيث أنها خالفت كل التكهنات التي رشحتها للفوز بالذهب بالدوحة، وناهيك عن النتائج الإيجابية التي حققتها الرياضيات الجزائريات في التخصصات الفردية، إلا أن البعض منها لم يكن في المستوى كما هو الحال بالنسبة للاعبات الكرة الطائرة، اللواتي أحبطن كل الآمال التي كانت عالقة عليهن قبيل السفر إلى الدوحة. وبعد أن تنبأت الاتحادية الجزائرية للكرة الطائرة بإحراز الذهب خلال ألعاب الدوحة، لكن في الأخير كل التوقعات سقطت بعد الهزيمة التي مني بها الفريق في اللقاء النهائي أمام مصر3-1، ونفس الأمر يتعلق بلاعبات الكرة الشاطئية اللواتي خيبن الآمال في ألعاب الدوحة، وهن اللواتي تحصلن على البطولة العربية الأخيرة بالمغرب، أكثر من ذلك فلقد عجزن حتى في الصعود على منصة التتويج وبالتالي عدن إلى أرض الوطن سفر الأيدي، وتمكنت الرياضيات الجزائريات من تحقيق 38 ميدالية من بين ال88 المتحصل عليها من قبل الوفد الجزائري المشارك في ألعاب الدوحة، مما يوحي بمستقبل أفضل لتشريف الرياضية الجزائرية مستقبلا في المحافل الدولية. وزارة الشباب والرياضة تصف النتائج بالمتوسطة اعتبر المدير العام للرياضات بوزارة الشباب والرياضة حسين كنوش، بأن النتائج المسجلة بالألعاب الرياضية العربية بالدوحة كانت “متوسطة”، رافضا اعتبارها “إخفاقا”. «النتائج التي سجلها رياضيونا في الدوحة كانت متوسطة نسبيا كونها كانت متوقعة، لكن لا يمكنني اعتبارها إخفاقا» يقول المدير العام للرياضات بالوزارة، وتتمثل الحصيلة المتواضعة للوفد الجزائري الذي أنهى الدورة في المركز الخامس برصيد 88 ميدالية، 16 ذهبية، 31 فضية و41 برونزية، بعيدة كل البعد عن حصيلة دورة الوفد المصري الذي حصد 233 ميدالية 90 ذ، 76 ف و67 ب. هذا المردود الهزيل يفسره بطريقة تقريبية ممثل من الوصاية، كما يلي: “الأمم التي سبقتنا في الترتيب العام واصلت سياسة التكوين بخلاف الجزائر، نتيجة الوضعية التي عانت منها” خاصة خلال عشرية الإرهاب، وعلى غرار نتائج “مابوتو” في الألعاب الإفريقية، وعد مدير الرياضات بأن إجراءات سيتم اتخاذها إزاء الاتحاديات الفاشلة، حيث أكد مرة أخرى بأن “الوصاية لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه الوضعية، خاصة وأنها لم تبخل بالوسائل من أجل تحقيق أفضل النتائج”، مضيفا يقول:” لقد نصبنا لجنة تقييم مشكلة من طرف تقنيين من المعهد العالي للتكنولوجيا الرياضية، وإطارات من وزارة الشباب والرياضة وحتى من رجال الصحافة، والتي ستجتمع في الأيام القادمة من أجل تقييم نتائج كل اتحادية وطنية.