أبدى الأستاذان في الطب الداخلي وأمراض الكبد بركان سعدي ودبزي نبيل تفاؤلا حيال ملف التكفل بالالتهابات الكبدية الفيروسية في الجزائر مقارنة بالدول الإفريقية، وتحدثا بالمقابل، أمس، في منتدى ''المجاهد'' عن توفر الوسائل بالجزائر لمكافحة هذه الالتهابات التي توصف بالأمراض الصامتة والقاتلة كما تأسّفا عن تراجع الإرادة الفعلية لوقف زحف الأوبئة الكبدية، وكشفا بالقول إن أسباب ذلك تعود أساسا إلى غياب المراكز العلاجية المتخصصة في كامل التراب الوطني. وكشف البروفسور نبيل دبزي أن إشكالية التكفل الفعلي بمرضى الالتهابات الكبدية من نوع ''ب'' و''س'' ما تزال تطرح نفسها وبشكل حاد، ومرد ذلك إلى غياب إرادة فعلية لاجتثاث أسباب هذه الأوبئة المتربصة بالصحة العمومية، ودعا البروفسور بمناسبة إحياء اليوم الوطني للالتهابات الكبدية إلى أهمية ''تنظيم أنفسنا واستدراك ما فات من وقت لوقف زحف الأوبئة الكبدية، خاصة وأن الجزائر تملك وسائل مادية وبشرية هامة مما يمكنها من التصدي الفعلي لخطر الالتهابات الكبدية''. ودعا البروفسور إلى تطبيق لامركزية العلاج بكامل التراب الوطني، معتبرا هذا الشق أساسيا لإنجاح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الأوبئة الكبدية، مشيرا إلى أن انعدام مراكز علاجية متخصصة، يتوفر فيها العلاج بشكل كامل بما في ذلك الطبيب المختص والعتاد الطبي الخاص، أيضا يعيق مسألة التكفل ''لان وجود مختص في الأمراض الكبدية دون وجود أشعة البيولوجيا الجزئية المتخصصة في فحص وعلاج الالتهابات الكبدية لا يحل المشكل نهائيا''، يقول ضيف المجاهد، مضيفا أن الأرقام تتحدث عن تطور الالتهاب الكبدي من نوع ''ب'' ب15,2 ?، وتطوره بالنسبة للنوع ''س'' ب40,0 ? حسب آخر الدراسات التي ترتكز أكثر على مناطق شمال البلاد ''لذلك فإن هذه الأرقام تبقى تقريبية ولا تعكس الحالة الوبائية في الوطن بطريقة دقيقة''. من جهته، أوضح البروفسور سعدي بركان أن الالتهابات الكبدية الفيروسية من النوع ''أ'' المعروفة بمرض ''الأيدي الوسخة، لا يوجود لها لقاح وإنما علاجها يكمن في النظافة، لذلك دعا وزارة الصحة بالتنسيق مع المجتمع المدني إلى القيام بحملات توعية وتحسيس ضد هذه الالتهابات وسبل الوقاية منها، والقيام بالموازاة بحملات تشخيص لأننا نؤكد أن الالتهابات الكبدية أمراض صامتة ليس لها أعراض ولكنها قاتلة''، ويضيف البروفسور بالقول إن الجزائر قد تمكنت من إدراج اللقاح ضد الالتهاب الكبدي من نوع ''ب'' ضمن رزنامة التلقيح الخاصة بالرضع في جانفي ,2003 ولكن لا بد من استدراك أمر تلقيح الأطفال والمراهقين الذين ولدوا قبل 2003 وهذا أمر ممكن، بالمقابل نشير إلى أن الالتهابات الكبدية من نوع ''س'' ليس لها لقاح ولكن لها علاج فعال ولكنه مكلف جدا، تكفي الإشارة الى أن العلاج الكلاسيكي لمريض الوباء الكبدي ''س'' (أي فحص علاج واستشفاء) يكلف الخزينة 250 مليون سنتيم، أما العلاج الجديد او ما يعرف بالعلاج الثلاثي فإنه يكلف ما يقارب 500 مليون سنتيم. جدير بالإشارة أنه سيتم شهر مارس 2012 مناقشة نتائج الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الالتهابات الكبدية، كما ستتم مناقشة تحديد المراكز العلاجية المرجعية ضد هذه الالتهابات، واقتراح إجراء دراسات متخصصة في مناطق الجنوب خاصة بين البدو الرحل والمناطق الحدودية للجزائر لمحاصرة انتشار الالتهابات الكبدية الفيروسية خاصة من نوع ''س'' التي تشكل لوحدها خطرا مشابها لخطر السيدا على الصحة العمومية.