تشير إحصائيات مديرية الوقاية لوزارة الصحة، أن معدل الإصابة بالفيروس الكبدي »س« يبلغ 5،2 من نسبة السكان، وينتشر بين شريحة العمر 30-40 سنة، ويصيب الإناث أكثر من الذكور. أما الفيروس الكبدي »ب« فتبلغ نسبة الإصابة به 15،2 وتعتبر شريحة الشباب الأكثر عرضة للمرض، وتصيب الذكور بنسبة 4،65 والإناث ب6،34. تندرج الالتهابات الفيروسية الكبدية ضمن الأمراض »الثقيلة«، حيث يتطلب الكشف عنها وسائل ضخمة، وخصصت وزارة الصحة للسنة الجارية ميزانية قدرت بمليار و500 مليون سنتيم لمكافحة هذه الالتهابات، خاصة فئتي »ب.« و»س« الأكثر انتشارا بالوطن، ويؤكد المختصون أن الفئة »أ« من الفيروس يمكن علاجها، أما النوع »ه« فخطير وليس له أي لقاح أو علاج، وقد تتطور الإصابة به الى سرطان الكبد، ولا تسجل بالوطن حالات وبائية كثيرة بهذين الفيروسين، عكس فيروس »ت« و »س« اللذين وصلت الإصابة بهما حدا وبائيا بالجزائر، وهما يشكلان خطورة لأنهما مزمنان وقد يتطوران الى سرطان الكبد، واذا تم إدراج اللقاح المضاد للإلتهاب فئة »ب« ضمن البرنامج الوطني للتلقيح سنة 2003، فإن الكشف المبكر يعد السبيل الامثل لتفادي الاصابة بالفيروس الكبدي »س«، وحسب الدكتور نبيل دبزي أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بالمستشفى الجامعي مصطفى، فإن مصابا واحدا بالتهاب الكبد الفيروسي »س« من بين اثنين يمتثلون للشفاء في 90 من الحالات، كون اعراض هذا المرض لا تظهر، وكثيرا ما تكتشف صدفة حين التقدم للكشف عن امراض أخرى مثل التعب والاعياء أو الانفلونزا، نافيا القول بأن كل حالات التهاب »س« تسبب ما يعرف محليا »بالبوصفاير« واصفا هذا الفيروس بالصامت والماكر أيضا. وفي السياق يذكر الدكتور بركان من المؤسسة الاستشفائية الجوارية لبولوغين، في ندوة عقدت بمقر الوزارة مؤخرا تحضيرا لإحياء اليوم العالمي للالتهابات الفيروسية ، أن 90 من المصابين يجهلون الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي »ب«، أكثر الفيروسات مقاومة، حيث تفوق هذه المقاومة نسبة 30 مقاومة فيروس السيدا، ويتحول هذا الفيروس الى مرض مزمن في 90 من الحالات، وينتقل عن طريق الجلد والوسط العائلي بعدم احترام قواعد النظافة، بالإضافة الى انتقال الفيروس عن طريق حقن الدم. ويذكر ذات الاخصائي أن ثلث المصابين بفيروس »س« الكبدي، يتطور لديهم ليصبح سرطان كبد.. ذاكرا أن العلاج »بالأنترفيران بغياي« فعال ويؤخر الاصابة بسرطانات الكبد، بالمقابل، يشكل العلاج عن طريق البيولوجيا الجزئية أهم طرق العلاج، ولكن المشكل الذي يبقى مطروحا هنا حسب المختصين، يكمن في تنقل المريض الى معهد باستور للامتثال لهذا العلاج من جهة، وثمن تكاليف التحاليل من جهة أخرى، كون هذا العلاج يبقى متمركزا بهذا المعهد. والالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع »س« هو مرض يصيب الكبد، وسببه فيروس ينتمي الى عائلة »فلافيروس« اكتشف لأول مرة في 1989 ويصيب حوالي 3 من سكان العالم، اي 300 مليون مصاب، حسب احصائيات المنظمة العالمية للصحة، وينتقل هذا الفيروس شديد العدوى والقاتل، عن طريق الدم اما حقن الدم او حوادث التعرض لدم ملوث بالفيروس، وكذا حقن المخدرات، أما الانتقال عن طريق الام والجنين والعقلات الجنسية، فهي نادرة ولا يوجد في الوقت الراهن أي تلقيح فعال لمكافحة هذا الفيروس، وإنما تتم الوقاية بالتقليل من مخاطر العدوى للفيروس في المحيط الصحي، وكذا تقليل الممارسات المعرضة للعدوى. في الجزائر وقبل 2005، لم تكن التهابات الكبد الفيروسية مميزة، كانت مسجلة في وزارة الصحة مثل كل الحالات المختلطة، وبدءا من 2005 مع وضع البرنامج الوطني لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية »ب« و »س«، أصبح الإعلان عن اكتشاف أي حالة ضروري، وأدرجت هذه الالتهابات ضمن الأمراض الثقيلة والخطيرة. وترتكز أهداف هذا البرنامج على تشديد المراقبة البيولوجية وتخفيض انتقال الفيروس إلى مرض مزمن بتحسين عملية التشخيص وتطوير وتحسين التكفل الطبي بالمرضى.