مطرب يحمل مشاعر جياشة، وعواطف متدفقة أهلته للتميز في آدائه وإنتاجه، فما ان يغيب لفترة حتى يفاجئنا بثمرة حلوة! وهاهو هذه الأيام يثري الساحة الفنية بألبوم غنائي جديد، بدأ يعرف صدى مشجعا لدى عامة الناس، صاحب قصة طويلة، هو صاحب الصوت الدافئ والنبرة المعبرة، وصاحب أجمل وأرق الأغاني منها: "حبيت أنا نكبر معاك" والتي لازالت في الذاكرة، و"صغيرة في العمر" وغيرها. لاشك عرفتموه، إنه المطرب المتألق دائما "عبد الرحمان جلطي" الذي خص المساء بهذا اللقاء. المساء : انقطعت أخبارك عنا لمدة، وها أنت تعود بقوة، فهل لنا معرفة أسباب هذا الغياب؟ المطرب عبد الحمان جلطي : ما غبت إلا لأعود مرة أخرى بالجديد الذي يرضيني، ويرضي جمهوري، ففي السنوات التي غبت فيها كنت بصدد التحضير للألبوم الأخير الذي تفرغت له، وسخرت له كل وقتي وطاقتي، وهو من كلماتي، وتلحيني. - هناك مقطع في أغنية "زواج بنتنا" كتبت كلماته "عفيفة معلم"، وهو المقطع الذي أدته "حسيبة عبد الرؤوف"، فلما كلف جلطي عفيفة بذلك؟ * للتوضيح هناك مقطعان لعفيفة، والتي سبق وأن كتبت عدة أغان، وقد كلّفتها بذلك لأن المقطعين تؤديهما امرأة، وعفيفة امرأة، وهي الأقدر على الكتابة للمرأة والوصول لأحاسيسها، ومشاعرها. -زواج بنتنا" هو الديو الذي صور أيضا ككليب، وشوهد على ما أعتقد مرة واحدة على الثالثة، ومرة في قناة الجزائر، ولم يبث بعد على الأرضية، أليس كذلك؟ * بالفعل، وصراحة أنا أتساءل لمَ لم يبث بعد على الأرضية؟ ولماذا بُثّ مرة واحدة فقط على القنوات الأخرى، خاصة وهو كليب جديد مواكب للمناسبات السارة! ربما انشغال البرمجة بكل ما يتعلق بالمهرجان الإفريقي حجب الأعمال التي صدرت تزامنا مع فعالياته!. - على ذكر المهرجان، هل لجلطي مساحة ضمن الفنانين المساهمين؟ * صراحة هنا أيضا لدي تساؤلات، فالمهرجان الثقافي الافريقي استدعى ما يفوق ألفين وثلاثمائة مغن إفريقي وجزائري، ومع هذا لم يفكر المبرمجون في فنانين كثيرين، ومنهم أنا، فللأسف همشنا، ولسنا ندري ما الأسباب؟ ومن المتسبب؟ - رغم تزامن صدور الألبوم مع فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي إلا أن هناك صدى واسعا له، فما تأثير رد فعل الجمهور عليك؟ * أنا جد مسرور بهذا الصدى الذي وإن دل على شيء فإنما يدل على تذوق الجمهور الجزائري لكل ما هو أصيل وجميل، هذا الجمهور الرائع الذي لازال يحفظ كلمات "حبيت أنا نكبر معاك" ونزولا عند ذوقه ورغبته أهديه أغنية مشابهة، تحرك فيه مشاعر زمن جميل مضى. - بعد تجربة سينمائية ناجحة في فيلم لحن الأمل لمخرجه المرحوم جمال فزاز، علمنا أن هناك جزءا ثانيا قريبا، فما مدى صحة هذا الخبر؟ * صحيح فالقصة مكتوبة وجاهزة، ونحن في انتظار الموافقة فقط لنشرع في الإنجاز. - هل لنا العودة للجزء الأول وفيلم لحن الأمل، كيف جاءت فكرة انتقائك كبطل؟ * التجربة كلها أتت صدفة؟! حيث أن المرحوم جمال فزاز اختارني من بين وجوه فنية كثيرة لتجسيد دور البطولة، وصراحة لم أكن أتوقع أن يعرف الفيلم ذلك النجاح الباهر، والحمد لله. - وهذا ما شجعك قطعا على خوض تجربة أخرى؟ * أكيد، فالنجاح دائما يحفز على المواصلة والعطاء، والمطرب إذا فشل في التمثيل عليه أن لا يجازف، لأن للتمثيل مواهبه، وللطرب أيضا مواهبه، وجميل أن نمح الموهبتين معا، والتوفيق والقبول هو من عند الله. - بما أننا في فصل الصيف، موسم المهرجانات والتظاهرات، هل عبد الرحمان جلطي مبرمج في بعضها؟ * أجل، فمن المفترض أن أشارك في مهرجان تيم?اد وحفلات الكازيف.. وبعض التظاهرات الأخرى المقامة هنا وهناك. - وماذا عن المشاريع؟ * هي كثيرة، لكن أفضل عدم الافصاح عنها إلى أن تتجسد. - كلمة لمحبيك .. * أهدي جمهوري العزيز كل أغاني الألبوم، وأقول له من خلالها "توحشتو".. وهاقد جئته بالجديد، بلبركة عليه كل شيء جديد وجميل، هذا وأرجو أن أبقى دائما عند حسن ظنه.. فشكرا للجميع، وشكرا لجريدة المساء على هذه الالتفاتة الطيبة وهذا اللقاء.