ستعود ألبسة النسيج الوطنية التي كانت تحمل سابقا اسم ''السونيتاكس'' و''الاينادينكس'' وتستحوذ على كل السوق الوطنية للألبسة قبيل انفتاح الجزائر على السوق الأجنبية، بقوة بعدما قامت الحكومة بدعم المجمع العمومي للنسيج، بغلاف مالي قدر بأكثر من 10 ملايير دينار من قبل مجلس مساهمات الدولة للصناعات التحويلية. وستتدعم السوق الوطنية مجددا بمنتجات مجمع النسيج العمومي التي كانت في سنوات ما قبل الانفتاح قبلة الجزائريين من خلال الإقبال الكبير للمواطنين التي كانت تشهده محلات ''السونيتاكس'' للألبسة الجاهزة ومحلات ''ديستريش'' الخاصة بالأحذية التي تتميز بجودة جد عالية. ويسعى المجمع العمومي للنسيج حسب الرئيس المدير العام للمجمع السيد أحمد بن عياد لتحقيق برنامج طموح لتنمية هذا القطاع من خلال رفع حصصه في السوق بنسبة 10 بالمائة على المدى المتوسط وهذا من خلال تخصيص 6,5مليار دينار لعصرنة التجهيزات و223 مليون دينار لتكوين عمال وإطارات القطاع و721 مليون دينار لإعادة تهيئة مواقع الإنتاج لإنعاش هذه الصناعة والدخول إلى السوق بمنتجات عصرية تنافس الألبسة الأجنبية حاليا. وحسب مسؤول القطاع سيتم اقتناء آلات متطورة ومختصة في صناعة النساجة وصناعة البدلات المهنية الموجهة للأسلاك المشتركة بالإضافة إلى آلات أخرى لصناعة الألبسة الموجهة للجمهور العريض، بعدما قام إطارات المجمع مؤخرا بزيارة معرض برشلونة للاطلاع على التكنولوجيا الحديثة في مجال المنتجات الصناعية. كما قام المجمع الذي ينوي ترقية الصناعة الوطنية في مجال الألبسة والأحذية بإنشاء مركز للتكوين في مدينة بجاية مختص في مهن التحكم الذي يعد قاعدة لفرع صناعة الألبسة لاسيما مراقبة النوعية وتسيير الإنتاج، بالإضافة إلى استحداث مركز آخر بولاية سعيدة لتكوين ميكانيكيين وأعوان ضبط مختصين في صيانة آلات النسيج. ويراهن مجمع النسيج العمومي على الخبرة الأجنبية لاستحداث الإنتاج وتنظيمه، حيث تم حسب ما أكده الرئيس المدير العام للمجمع بطلب مساعدة تقنية تركية المعروفة بتطور منتجاتها النسيجية وعصرنتها خاصة في العالم العربي. ولتسويق هذه المنتجات في السوق الوطنية أنشأ مجمع النسيج فرعا آخر يتمثل في شركة ''جاكتس كلوب'' رفقة المجمعين ليذر انداستري (الجلود) وتكسماكو (النسيج) لتسير محلاتهم الخاصة بالتوزيع عبر التراب الوطني. حيث ستتكفل هذه الشركة بتسيير حوالي 50 محلا تجاريا ستكون العنصر الفعال في شبكة توزيع المنتوجات المصنعة. حيث ستشهد العاصمة إعادة افتتاح كل المحلات الواقعة سابقا بشارع العربي بن مهيدي وديدوش مراد والعقيد لطفي بباب الوادي ومحمد بلوزداد وحسين داي. حيث خصصت الدولة غلافا ماليا بقيمة 4,2 مليار دينار لإعادة فتح وترميم وتجهيز هذه المحلات مع استحداث حوالي 250 منصب شغل. وللإشارة فإن الجزائريين يتذكرون جيدا منتجات النسيج والجلود الوطنية التي اندثرت خاصة بعد دخول الألبسة والأحذية المستوردة الرثة ''الشيفون'' وعدم تفاعل صناعة النسيج والجلود مع المنتجات العصرية، حيث بقت الصناعة الوطنية تعتمد فقط على موديلات السبعينيات والثمانيات مع ارتفاع أسعارها في السوق كما هو الحال للأغطية ذات النوعية الجيدة التي كانت تتميز بها محلات السونيتاكس التي عرفت عزوف المواطنين بعد دخول المنتجات الصينية التي تميزت بانخفاض أسعارها آنذاك.