انطلقت صباح أمس عملية الإحصاء العام الخامس للسكن والسكان في الجزائر بعد سنتين كاملتين من التحضير، وستدوم هذه العملية التي تكتسي "أهمية وطنية بالغة" خمسة عشر يوما ويسهر عليها أكثر من 60.000 عون عداد ومؤطر مؤهل عبر التراب الوطني· وبقطاع الجزائر الوسطى تجمع مائة عون مجند لعملية الإحصاء وعشرون مراقبا إضافة إلى 12 عون احتياطي بمقر المجلس الشعبي البلدي بشارع كريم بلقاسم تحت إشراف المسؤولين المحليين وذلك لوضع آخر اللمسات التحضيرية على العملية قبل الانطلاق فيها ميدانيا· وحسب السيد لوراري خالد مسؤول عملية الإحصاء في قطاع الجزائر الوسطى الذي يضم أكثر من مائة ألف نسمة فإن على كل عون إحصاء 10 عائلات يوميا على الأقل· ويؤكد القائمون على هذه العملية الوطنية أن عملية الإحصاء تضمن احترام الحياة الشخصية للمواطنين وسرية المعلومات، مشيرين إلى أن عملية الإحصاء العام للسكن والسكان ليس لها أي هدف آخر إلا جمع المعلومات الإحصائية التي من شأنها توجيه برامج التنمية التي لا يمكن إعدادها إلا بمعرفة الحاجيات الأساسية والحقيقية للجماعات المحلية والوطنية· يذكر أن آخر إحصاء للسكن والسكان في الجزائر قد أجري سنة 1998 ومن المنتظر أن تقوم السلطات المعنية ابتداء من 2013 بعملية إحصاء كل 5 سنوات بدلا مما هو معمول به حاليا، حيث عرفت الجزائر حتى الآن عملية إحصاء شامل للسكن والسكان مرة كل عشرة سنوات، وذلك لتوفرها على الإمكانيات المادية والبشرية والخبرة اللازمة· ويجدر التذكير بأن الأهداف الأساسية المتوخاة من الإحصاء العام للسكان والإسكان هي معرفة عدد السكان المقيمين والتعرف على الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وخصوصيات ومتانة البنايات والسكنات واستقاء معلومات حول الظروف المعيشية للسكان في الجزائر، لتستغل المعطيات المحصل عليها كمؤشرات في مجال التحليل وتخطيط الأعمال في العديد من المجالات، على غرار مجالات التشغيل والبطالة والبنية الديمغرافية ومستويات التعليم والتكوين ووضعية الحظيرة السكنية وكذا المتطلبات الأخرى المتعلقة بالنقل والتزويد بالماء الشروب وتحسين البيئة والإطار المعيشي بشكل عام· وتراهن وزارة الداخلية التي شرعت منذ عامين في التحضير لهذه العملية على تجربة الأعوان المكلفين بالعملية الإحصائية من جهة والتكوين الذي استفادوا منه في وقت سابق لضمان نجاح الإحصاء، ولكن يبقى تعاون المواطن الأساس في العملية ولهذا عرفت عملية التحسيس بأهمية الإحصاء "حملة ترويجية كبيرة" لم تقتصر على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والإذاعة والصحافة ونشر الملصقات في الأماكن العمومية ولكن أيضا من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة في ذلك، مثل توجيه الرسائل القصيرة عبر الهاتف النقال·