نعم لقد زارونا ببيوتنا مؤخرا... و طرحوا علينا أسئلة عديدة... وكل ما ننتظره من "لجنة الإحصاء" أن تمنحنا الدولة سكنا، عملا وحياة كريمة لأننا وبكل بساطة مللنا وكرهنا "المزيرية" و نطمح دائما حياة أفضل لنا ولأولادنا"..هذه العبارات رددها العديد من المواطنين الذين إلتقتهم "النهار" خلال جولتها الاستطلاعية التي قامت بها أمس في بعض احياء الجزائر العاصمة. مواطنون يجهلون "الإحصاء " ووسائل الإعلام لم تقم بواجبها بعد مرور 05 أيام عن انطلاق عملية الإحصاء العام الخامس للسكن والسكان، التي ستدوم أسبوعين، والتي جندت لها وزارة الداخلية و الجماعات المحلية 70 ألف عون و مؤطر مؤهل عبر كامل التراب الوطني، بهدف جمع المعلومات الإحصائية، التي من شأنها توجيه برامج التنمية الوطنية والمحلية. حاولنا التقرب أكثر من المواطنين الذين أصبح همهم الوحيد هو كيفية الحصول على "سكن لائق" و"وظيفة مستقرة" تضمن لهم و لأبنائهم حياة كريمة ...فكانت وجهتنا حي" باب الوادي الشعبي " حيث التقينا بعمي العربي، الذي أكد لنا أنه يجهل أدنى التفاصيل عن عملية "الإحصاء" و قال إن الأمر لايهمه في شيء " أنا أعيش رفقة عائلتي المكونة من 10 أفراد في غرفة واحدة منذ الاستقلال و إلى غاية اليوم بحي "الكاريار" بباب الوادي ...و رغم الطلبات و الشكاوي العديدة التي قدمتها للسلطات المحلية، إلا أننا مازلنا نعيش في نفس الظروف"، في حين أوضح لنا رفيقه أن وسائل الإعلام المختلفة من تلفزيون ، إذاعة وصحافة مكتوبة لم تقم بواجبها على أكمل وجه. تركنا عمي العربي، لنتوجه بعدها إلى مجموعة من الكهول اتخذوا من حديقة "الساعات الثلاثة" فضاء للحديث عن همومهم و انشغالاتهم اليومية، و كذا للترويح عن النفس محاولين الهروب من صخب و ضجيج المدينة ... سألناهم عن "الإحصاء الخامس" وأهميته بالنسبة لهم، فراحوا يوجهون أصابع الاتهام مباشرة لمن أسموهم " بالانتهازيين " القادمين من مناطق مجاورة، اغتنموا فرصة انطلاق عملية الإحصاء، ليسارعوا لبناء و تشييد بيوت قصديرية بطريقة فوضوية طمعا في الحصول على "سكنات"، مضيفين في السياق ذاته أن مختلف الحدائق بالعاصمة قد امتلأت على آخرها بالسكن الفوضوي ...و لا أحد يتدخل من السلطات المحلية لمنعهم . - مغبونون يبحثون عن سكن، بطالون وجامعيون عن منحة، وانتهازيون يشيدون بيوتا قصديرية، - الاعتداء على 15 عون إحصاء ...و عائلات تعود للبيوت القصديرية طمعا في الحصول على سكن ...و بطالون في انتظار 5 آلاف دج الاعتداء على 15 عون إحصاء في ظرف 05 أيام ...و آخرون استقالوا لضعف المنحة ورغم حرص وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، على توفير كافة الوسائل المادية والبشرية لإنجاح" الإحصاء " من خلال تحسيس المواطنين بأهمية هذا الموعد، من خلال تجنيد أعوان مؤهلين، إلا أن بعض المواطنين لم يستوعبوا جيدا الهدف المنتظر من "عملية الإحصاء خاصة وأن الأرقام التي تحصلت عليها "النهار" تشير إلى أن أزيد من 15 عون إحصاء تعرضوا للاعتداء من قبل المواطنين في ظرف 05 أيام، مقابل ذلك أكد لنا بعض المواطنين أن العديد من الأعوان فضلوا" الاستقالة" من المهام التي أوكلت لهم في الأيام الأولى من انطلاق العملية بعد أن اكتشفوا أن المبلغ المالي الذي سيتقاضونه لا يتجاوز 10 آلاف دج ... في حين رفضت عائلات أخرى استقبال "أعوان الإحصاء " ظنا منها بأن هؤلاء جاءوا بهدف التطفل، وليس للاستماع لانشغالاتهم ومشاكلهم المطروحة منذ عدة سنوات خاصة المتعلقة منها بالسكن و الشغل. و للطلبة ما يقولون ... 5 آلاف دج للبطالين و 6 آلاف للمتخرجين من الجامعات شهريا ولدى تقربنا من بعض الطلبة، أكد معظمهم أن عملية الإحصاء العام الخامس للسكان ستساعد السلطات العمومية في جمع قدر ممكن من" المعلومات الهامة" "و الإحصائيات اللازمة "المتعلقة حول انشغالات المواطنين لتحقيق التنمية وتحسين شروط حياة المواطن، مشددين أن ما يهمهم حاليا هو ضرورة حصولهم على منصب عمل دائم ومستقر في المستقبل القريب ... موضحين في السياق ذاته أن المعلومات التي تحصلوا عليها تفيد أن وزارة الداخلية و الجماعات المحلية ستصرف مبلغ 6 آلاف دج لفائدة الطلبة المتخرجين من المعاهد والجامعات شهريا فيما سيستفيد البطالون من منحة تقدر ب 5 آلاف دج، وهم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء عملية الإحصاء لكي يحصلوا على هذه المنحة التي ستفتح لهم آفاقا واسعة.