ووري الثرى بعد عصر أمس جثمان الوزير الأسبق في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية والمجاهد المرحوم عبد الحميد مهري بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة في جو مهيب ميّزه الخشوع والرضا بقضاء الله، بعدما وافته المنية أول أمس عن عمر يناهز 85 سنة، بحضور إطارات وشخصيات سامية في الدولة ومجاهدين وأسرة الفقيد وجمع غفير من المواطنين. حضر مراسيم تشييع جثمان المرحوم مهري بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه كل من رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري ورئيس المجلس الدستوري السيد بوعلام بسّايح الى جانب أعضاء من الحكومة يتقدمهم وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية. كما حضر تشييع الجنازة الرئيس الأسبق السيد الشاذلي بن جديد ورئيس الحكومة الأسبق السيد علي بن فليس ورئيس مجلس الدولة الأسبق السيد علي كافي وعضو مجلس الدولة سابقا السيد علي هارون. وفي كلمة تأبينية لروح المجاهد الفقيد عبد الحميد مهري، استعرض الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد السعيد عبادو خصال ومناقب الرجل ومشواره الثوري والدبلوماسي والسياسي في خدمة الوطن أثناء وبعد الثورة، مشيرا الى مواقفه الفذة وتفانيه في أداء مهامه الموكلة له في شتى المناصب في مؤسسات الدولة. وقال السيد عبادو في هذا الصدد: ''نفقد اليوم برحيل الأخ المجاهد عبد الحميد مهري أحد رجالات الجزائر الشامخة التي لم تبخل يوما في العطاء والنضال في خدمة المصلحة العليا للوطن قبل وبعد الاستقلال''، معتبرا وفاته خسارة كبيرة للجزائر التي خدمها حتى آخر أيامه. كما تطرق الى مشواره الثوري والسياسي الثري منذ انضمامه المبكر الى صفوف جيش التحرير الوطني وتقلده مناصب سياسية ودبلوماسية بعد الاستقلال نهاية بترأسه لحزب جبهة التحرير الوطني أواخر سنوات التسعينيات. وفي نفس السياق، أدلى العديد من الشخصيات السياسية والثورية وبعض رفاق المرحوم بشهاداتهم الحية حول الرجل، حيث أجمع كلهم على أن رحيل السيد مهري يعد خسارة كبيرة للجزائر وللمشهد السياسي والوطني. وفي هذا الاطار، أكد السيد طالب الابراهيمي أن فقدان مهري خسارة لا يمكن تعويضها باعتباره أحد رموز الثورة ورجالات الجزائر التي أنارت درب الحرية والاستقلال مشيدا بشخصيته الرزينة وثقافته الواسعة وتواضعه طيلة مشواره المهني. كما قال رئيس مجلس الدولة الأسبق السيد علي كافي ''أن المرحوم عبد الحميد مهري كان أحد رجالات الجزائر الأخيار الذين تفانوا لسنوات طوال في أداء الواجب الوطني بكل إخلاص وتفان''. وبدوره، أثنى عضو مجلس الدولة سابقا السيد علي هارون على خصال ومناقب المرحوم، مؤكدا أن الجزائر فقدت شمعة لطالما أضاءت الساحة السياسة والتاريخية وأثرت الرصيد الوطني السياسي والدبلوماسي. ويذكر أن المرحوم عبد الحميد مهري وافته المنية أول أمس الاثنين بالمستشفى العسكري لعين النعجة ''محمد الصغير نقاش'' عن عمر يناهز 85 سنة بعد صراع مرير مع المرض حسبما علم لدى عائلته.