فى ''الكلاسيكو'' المتجدد بين مولودية وهران وضيفها شباب بلوزداد بكل وعوده، خاصة من ناحية الإثارة والحماس، اللذين لم يفارقا اللقاء لحظة واحدة سواء فوق المدرجات أو فوق المستطيل الأخضر؛ فالحضور الغفير للجماهير الوهرانية ومؤازرتها الدائمة، مدت تشكيلة المولودية بشحنة معنوية كبيرة، خاصة في فترة نقصها العددي، الذي استمر طيلة 67 دقيقة، استطاعت بها مواجهة شباب بلوزداد، الذي أكد من خلال المردود الذي قدمه فوق البساط أنه لم يسرق رتبته، وأن تشكيلته المتجانسة والمنضبطة فوق أرضية الملعب تستحق الثناء، حتى وإن أعيب عليها نقص الفعالية في خط الهجوم، وضعف شراستها فوق أرضية الميدان، كما شدد على ذلك مدربها جمال مناد الذي أصر على أن هذه الخاصية هي التي صنعت الفارق بين الفريقين في هذه المباراة. على أن الفارق الأول والأهم في اللقاء كان في حصة التسجيل، التي عجل المهاجم الوهراني بحاري في صنعها وتحديدا في الدقيقة ال 6 عندما وقع الهدف الوحيد في المباراة والثمين لفريقه بضربة رأسية جميلة بعد تلقيه كرة عالية من فتحة دقيقة من زميله هشام شريف المتوغل على الجهة اليمنى، وقد جاء هذا الهدف عكس مجرى اللعب الذي مال لمصلحة البلوزداديين منذ صافرة البداية، واستمر كذلك بعد الهدف الحمراوي، بعدما بسطوا سيطرتهم على منطقة الوسط التي صنع منها عواد وعمور هجمات منسقة خطيرة، لكن مفعولها كان يخفت دائما أمام صلابة خط دفاع المولودية وإصرار لاعبيها الذين تسلحوا بإرادة قوية ساعدتهم كثيرا في مواجهة حسن تنظيم الضيوف وخطرهم الداهم خصوصا في الشوط الثاني الذي كانت كل فرصه بلوزدادية، أربعة منها أهداف أكيدة، وهو الفارق الثالث المسجل بين الفريقين، أما الفارق الرابع، المتمثل في حسن تسيير هذه المواجهة في فترتها الهامة، وهنا تميز المدرب محمد حنكوش، الذي استطاع توجيه كتيبته بطريقة جيدة أثناء نقصها العددي، مستندا على معرفته الدقيقة بالتشكيلة البلوزدادية التي أفرغها من نجاعتها في هذا اللقاء وبالتالي حرمها من توقيع الانتصار الثالث على التوالي خارج قواعدها. وأخيرا فارق الجمهور الذي - كما قلنا سابقا - لعب لمصلحة الوهرانيين، الذين استعادوه بنتائجهم الإيجابية، كما أنه هو الآخر بدأ يسترجع مناصرته الحقة والحماسية المعروف بهما، ونتمنى أن يستمر فيهما، هو وكل جماهير الفرق الجزائرية. أما عن المستوى الفني فلا يقال كلام كثير، لأن التفكير كان منصبا على النتيجة الفنية لأهمية الرهان لدى التشكيليتين، وإن غاب فقد اقتنع الحضور بالإثارة الكبيرة التي ميزت هذه المواجهة القوية، و''السوسبانس'' الذي صاحبها إلى آخر نفس فيها، والذي تذكروا بهما المواعيد الكبيرة بين ''الحمراوة'' و''أبناء العقيبة''.