نفى فريد إغيل أحريز، محافظ المهرجان الدولي لفنون الأهار، أن تتأثر الطبعة الثالثة المزمع تنظيمها بتمنراست من 14 إلى 19 فيفري الجاري، بتطورات الأحداث الأمنية في منطقة الساحل، مؤكدا أن كل الظروف الأمنية مهيأة لاستقبال الدول الخمسة المشاركة. ستكون المناسبة -حسب الباحث رشيد بليلي- لتسجيل شهادات الطوارق حول الثورة التحريرية في المنطقة. تستعد ولاية تمنراست، ابتداء من الإثنين المقبل، لاستقبال زهاء 450 مشارك من خمس دول إفريقية هي: مالي، النيجر، الكوت ديفوار، الكونغو برازافيل، وموريتانيا إلى جانب الجزائر البلد المنظم للفعالية، ستوزع نشاطاتهم على منصتين رئيسيتين، الأولى بساحة أول نوفمبر أمام دار الثقافة بتمنراست، التي ستشهد حفل الافتتاح الرسمي، وينظم بالمناسبة سباق للإبل بوادي سرسوف، على أن يدشن في المكان ذاته معرض ''من تربة وطين''، وورشات تنشيطيةللحرف التقليدية، الرسم، الشريط المرسوم، الصورة وعلم الفلك، ناهيك عن ورشة خاصة بالموسيقى والرقص، الحكاية والأسطورة، وفضاءين إضافيين للشعر والرواية وآخر لفنون الإمزاد سيستقبل أمهات العازفات على هذه الآلة العتيقة. في الموقع الثاني بحظيرة أبالسة، حيث ضريح الملكة تينهنان، من المنتظر إحياء حفلات عدة ل ''جاكمي''، جميلة وإتران، ''إفرواغ''، و''زانغدا'' من ورلة. تتابع السهرات بشكل يومي وفي وقت واحد، ابتداء من الثامنة ليلا بالنسبة للسهرات الفنية، حيث ينتظر الفرقتين المحليتين ''إثران أهار'' و''إيمرهان'' المتخصصة في طابع ''إشومار''، إضافة إلى ''تيسلاوين'' من جانت، إلى جانب الفنان مصباحي من جانت، ''روايوم زيبومبا بومبا'' من الكونغو، وجيلي موسى كوندي من مالي، في السهرة الثانية. من عين صالح سيصعد تومي محمد في ثالث سهرة، مع جلولي حسين والسد من القنادسة.في أبالسة يتكرر السيناريو الفني نفسه، حيث سيتداول مفس المطربين على منصة ملكة الأهار. بالموازاة مع المحاضرة التي ستعالج موضوع ''التراث الثقافي الصحراوي ووسائل الإعلام''، يثريه كل من الأساتذة كريمة بوطبة وكمال سادو من جامعة الجزائر، مراد بتروني، مدير التراث بوزارة الثقافة، ورشيد بليلي مدير البحث في المركز الوطني للأبحاث ما قبل التاريخ والتاريخ. هذا الأخير أشار في أحد ردوده بالقول: ''فكرنا في تسجيل شهادات حية لبعض الشخصيات الطارقية التي عايشت فترة الثورة التحريرية هناك في تنمراست، ولأن المنطقة تتناقل ذاكرتها شفهيا، لاحظنا أننا لا نملك أي شيء مكتوب عن الموضوع، لهذا سننظم جلسة بوح حر، ونترك الحضور يستحضر ذاكرته عبر الروايات والشعر، سيتم تدوين ما قيل ونشره في كتاب، لا ليكون حقيقة تاريخية بعينها بل مادة تصلح للدراسة مستقبلا''.