كشف المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الأملاك الثقافية والمحمية، السيد عبد الوهاب زكاغ، بتلمسان، أنّ نسبة استكمال أشغال ترميم المعالم الأثرية والتاريخية بلغت أكثر من 90 بالمائة، وهي عملية تندرج في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، إذ أنجز 80 مشروعا من ضمن 99 مشروعا على مستوى ولاية تلمسان. وأوضح في ندوة صحفية نشّطها مؤخّرا بالمركز الدولي للصحافة، أنّ أشغال الترميم التي تمت على أيدي مختصين تحترم القوانين الوطنية والمقاييس العالمية، وهي تجسّد احترام الجزائر للاتفاقيات الدولية. وبعد أن أكّد أنّ العملية متواصلة، كشف المتحدّث أنّ بعض المشاريع واجهتها عقبات خلال عمليات الترميم. وفي هذا الصدد، أوضح أنّ حصول الجزائر على الأرشيف، خاصة مخطّطات المدن الجزائرية قبل الدخول الاستعماري، سيساهم كثيرا في كشف النقاب عن العديد من المعالم الأثرية المدفونة تحت الأرض، التي حاولت فرنسا طمسها وسحقها لإخفاء الهوية التاريخية للجزائريين، داعيا إياها إلى تقديم الأرشيف الجزائري الذي تحتجزه. وأضاف السيد زكاغ رئيس دائرة إصلاح وتعزيز التراث الثقافي والتاريخي بالتظاهرة، أنّ أشغال الترميم بولاية تلمسان، قد بدأت الدراسات بها منذ سنة .2008 وبخصوص بقية المشاريع التي لم تستكمل بعد، قال المتحدّث أنّها تأخّرت بسبب بعض الصعوبات، خاصة فيما يتعلّق بقضية الملكية الخاصة، فضلا عن أنّ وزارة الثقافة لا تملك سوى 55 مهندسا في الآثار مؤهّلا ومعتمدا من طرف الوزارة، وهؤلاء المهندسون هم المخوّلون وحدهم بعمليات الترميم لأنّها ليست في متناول الجميع، إذ تتطلّب الكثير من الدقّة والاختصاص، واسترسل في حديثه، أنّ عمليات الترميم تتطلّب أربعة أضعاف عمليات البناء من كلّ النواحي، بالإضافة إلى وجود 23 مكتب دراسات من بينها 19 من ولاية تلمسان لمتابعة وضعية المعالم لحظة بلحظة يرافقها تسعة رؤساء مشاريع للمتابعة. واغتنم السيد زكاغ الفرصة ليكذّب التصريحات الصحفية التي أدلى بها مسؤول سابق في نفس المجال، وأشارت إلى عدم نجاح عمليات الترميم في ولاية تلمسان، بالإضافة إلى التأخّر وتغيير بعض الواجهات. وكشف المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الأملاك الثقافية والمحمية، عن التحضير لإنجاز مخطّط دائم لمدينة تلمسان يشمل مساحة تقارب 45 هكتارا يهدف إلى حماية المدينة القديمة. على صعيد آخر، أكّد زكاغ أنّ وزارة الثقافة عملت جاهدة على تشجيع المهندسين ومكاتب الدراسات والمختصين لخوض تجربة الترميم بشكل جاد، إلاّ أنّ هناك أطرافا تريد تعطيل العمل بالكلام فقط. مؤكّدا بصريح العبارة، أنّ مجهودات الترميم تتطلّب تضافر كلّ الجهود. مشيرا إلى أنّ أبواب الديوان مفتوحة لكلّ من يريد المساهمة بخبراته في ترميم المعالم التاريخية بالجزائر. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك