أوضح السيد مراد بوتفليقة، رئيس دائرة إصلاح وتعزيز التراث الثقافي والتاريخي بتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، أنّ من بين 99 مشروعا مدرجا في برنامج التراث للتظاهرة والمتعلّقة بالترميم وإعادة الاعتبار لعدد من المواقع، هناك 10 مشاريع ستكون جاهزة في القريب العاجل، ومن بين هذه المشاريع الجامع الكبير، مسجد سيدي بلحسن والمدرسة الخلدونية. هذه المشاريع تشرف عليها الوكالة الوطنية لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، وهي عبارة عن ورشات مفتوحة تخصّ الأضرحة، المساجد، الحمامات، الأزقة والجدران ومواقع تاريخية أخرى، ولا تمسّ ترميم المعالم التاريخية بمدينة تلمسان فقط، بل كل المدن الأخرى للولاية مثل ندرومة، سبدو وبني سنوس. وأضاف السيد بوتفليقة، أنّ 23 مكتب دراسات و53 مؤسسة مختصة في هذا المجال تعمل جاهدة منذ أكثر من سنة والعمل يسير وفق وتيرة جيّدة. وأكّد مدير التراث ل''المساء''، أنّه وفقا لقانون 98-04 كلّف على رأس كلّ مكتب دراسات مهندس معماري مؤهّل لمراقبة الدراسات ثمّ أعمال الترميم وإعادة الاعتبار. مشيرا إلى أنّ سوق الترميم في الجزائر في السابق كانت تعدّ حلقة مفقودة، لكن اليوم يمكن الحديث عن بداية تشكيل معالم هذه السوق، وكذا بداية اهتمام بعض المؤسّسات المقاولاتية بتلبية احتياجات هذه السوق. السيد بوتفليقة توقّف أيضا عند ضرورة إدراج تخصّص ''الترميم'' في المنظومة التكوينية بعد أن كان غائبا تماما في دراسات الهندسة المعمارية، واليوم - يضيف المتحدّث - مع وجود سوق الترميم بدأت نواة هذا التخصّص تتشكّل على غرار جامعة البليدة ''سعد دحلب'' والمدرسة الوطنية للهندسة التي أنشأت قسم ما بعد التدرّج ''ماجستير'' في الترميم. وقال بوتفليقة ''نحتاج اليوم إلى إلزام القطاعات الأخرى على غرار التكوين المهني والتمهين الذي فهم انشغالات قطاع الثقافة، وكذا قطاع التربية الذي عليه أن يعمل على زرع روح التراث في أوساط المتمدرسين''. وعن الحال التي يتواجد عليها ضريح سيدي بومدين بمنطقة ''العبّاد''، أكّد السيد بوتفليقة أنّ هذا المعلم الديني تنقصه الصيانة التي لا تكلّف الكثير من الناحية المالية، وإذا لم يشهد عملية صيانة واسعة فإنّه بعد سنوات سنتحدّث عن عملية ترميم، لذا - يضيف ل''المساء'' - ''لابدّ من التنسيق بين مختلف القطاعات لتفادي الوصول إلى الترميم، في إشارة منه إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وعن التعاون المشترك مع البلدان الأخرى، أشار السيد بوتفليقة إلى وجود عمليات ترميم عديدة أنجزت تخصّ المواقع الأثرية، التحف والفسيفساء والآثار القديمة بكلّ من سطيف، شرشال ووهران. وأضاف أنّ استراتيجية التعاون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتكوين و''اليوم نتعامل مع الأجانب الند للند ونفرض التكوين عليهم''. للتذكير، خصّص غلاف مالي يقدر بحوالي مليار د.ج لترميم وإعادة تأهيل المعالم الأثرية الهامة بتلمسان، وكانت أول خطوة ترميمية من نصيب منارة المنصورة، التي يبلغ علوها أكثر من 40 مترا، وشيّدت من قبل السلطان المريني أبو يعقوب إبان محاصرة تلمسان من 1299 حتى ,1307 لتشمل الأشغال مختلف المرافق التابعة للمنارة من أسوار وبوابة، إضافة إلى أشغال تهيئة المحيط وتزيينه وحمايته بسياج للمحافظة عليه. واستفادت باب القرمادين الواقعة في الشمال الغربي لمدينة تلمسان، من عملية الترميم لتدعيمها وحمايتها من الانهيار، كما أنّ عمليات إعادة التأهيل والتهيئة تمسّ العديد من الساحات العمومية مثل ''بلاص الخادم''، ساحة ''الأمير عبد القادر''، وحوالي عشرين زقاقا ودربا بالمدينة القديمة، على غرار درب ''الرحيبة''، درب ''سيدي الوزان''، درب ''سبعة أقواس'' ودرب ''سيدي الجبار''، وكذا المساجد الصغيرة كجامع ''سيدي اليدون''، ''أولاد سيدي اليمام'' و''سيدي بلحسن''، ومن بين المعالم الجاري ترميمها هناك قلعة ''المشور'' الكبيرة التي تقع بقلب مدينة تلمسان التي يفوق علو جدرانها ال8 أمتار، إضافة إلى قصرها الملكي، وستتم الاستعانة بالخبرة السورية والفرنسية لترميم وتثمين التراث المادي من معالم أثرية وهياكل تاريخية بتلمسان، وذلك في مجال استعمال تقنيات الإضاءة الكاشف