أكد المدير العام للديوان الوطني لاستغلال الأملاك الثقافية و المحمية عبد الوهاب زكاغ يوم الثلاثاء أنه تم عرض مخطط دائم لحماية قصبة الجزائر على الحكومة للموافقة عليه. و أوضح زكاغ عبر أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية أن "هذا المخطط الذي استكمل بعد دراسات دامت ثلاث سنوات عرض على الحكومة للموافقة عليه. و من المقرر أن تنظم هذه الأخيرة اجتماعا وزاريا للتصويت على ميزانية موجهة لترميم هذا التراث الوطني". و أكد أن المجلس الوزاري سيخصص الأموال الضرورية لمساعدة السكان على ترميم منازلهم. كما ستعمد الدولة إلى شراء قطع أراضي بغرض البناء. هذا و يتضمن المخطط إجراءات أخرى على غرار تهيئة ساحات و أزقة و إصلاح الشبكات الأرضية مؤكدا على ضرورة مباشرة نشاط اجتماعي على هذا النسيج الحضري الذي يضم أكثر من 50000 نسمة. و أشار أن أكثر من 60 مالك قد تقدموا أمام السلطات المختصة بغرض التنازل عن منازلهم مجانا للدولة أو بيعها أو المطالبة بمشاركة السلطات العمومية في ترميمها. و أعرب زكاغ عن أسفه أمام عزوف بعض المالكين في القصبة عن ترميم منازلهم بغرض بناء منازل عصرية مكانها مذكرا أن القصبة محمية بقوانين تهدف للمحافظة على طابعها الأصلي. و أردف يقول أنه "يتعين على الدولة حماية هذه المنازل مضيفا أنه في حال عدم موافقة مالكيها على عملية الترميم فلن يبقى أمام السلطات العمومية سوى نزع ملكيتها للصالح العام". و أوضح ذات المسؤول أن الأموال المخصصة للدراسة تقدر ب 25 مليون دينار و تلك المخصصة للأشغال العاجلة تفوق 900 مليون دينار. و أكد يقول "لقد مست عملية الترميم 394 منزلا من خلال استعمال الخشب ودعائم ضد تسرب المياه الجوفية و مياه الأمطار". و حسب زكاغ من المقرر ترميم 1816 بيتا و 776 منزلا و 9000 متر مربع من قطع الأراضي المخصصة للبناء. و أضاف أن ترميم قصبة الجزائر يتطلب غلافا ماليا إجماليا بقيمة 56 مليار دينار". و ذكر أنه "منذ سنة 1962 صرفنا ما يضاهي 2400 مليار دينار في إطار ترميم القصبة ووزعنا 11.000 سكن" معربا عن أسفه لاستعمال هذه القيمة في عمليات ترميم "متسرعة". و ردا على سؤال حول ما سيؤول إليه الموقع الأثري الذي تم اكتشافه بساحة الشهداء أكد أنه لن يكون معنيا بأشغال الميترو التي سمحت باكتشافه. و سيعبر الميترو هذه الساحة بعمق 34 متر بدلا من 19 متر كما كان مقررا في البداية بغرض الحفاظ على المعالم التي يعود تاريخها إلى عدة قرون خلت. و سيتسنى بذلك لمستعملي الميترو مستقبلا تأمل هذا الموقع الذي ستتم المحافظة عليه و سيشكل جزء من ديكور المحطة.