دخلت القبضة بين إيران والدول الغربية مرحلة الجد بعد إعلان طهران نيتها الأكيدة في وقف مبيعاتها النفطية بإتجاه ست دول أوروبية وهي فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، اليونان، البرتغال وهولندا في قرار تصعيدي قد يدفع بالعلاقات الإيرانية - الغربية إلى طريق مسدود. وحذرت إيران، أمس، أنها ستوقف تصدير نفطها إلى دول الاتحاد الأوروبي في أي وقت ولكنها أكدت أنها لن تفعل ذلك في الوقت الراهن لأسباب إنسانية وبسب موجة البرد القارس التي تجتاح القارة الأوروبية منذ عدة أسابيع بعد انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 30 درجة في بعض دولها. واستدعت الخارجية الإيرانية سفراء هذه الدول على انفراد لإبلاغهم نية إيران في وقف مبيعاتها النفطية إلى الدول المذكورة ردا على اتفاق مشترك وقعته هذه الدول في 23 جانفي الماضي يقضي بفرض حظر نفطي على إيران وكذا عقوبات اقتصادية على بنكها المركزي في مسعى لتجفيف مصادر تمويل برنامجها النووي. واستبقت السلطات الإيرانية قرار الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات نفطية عليها ومنع استيراد نفطها وتوسيع ذلك إلى كل دول العالم وهو ما اعتبرته طهران بمثابة إعلان حرب عليها وقررت بسبب ذلك اللجوء إلى قطع تموينها لدول تعد من أكبر زبائنها في أوروبا، خاصة إيطاليا، إسبانيا واليونان. وتعد إيران من الدول النفطية الكبرى وهي ثاني منتج بترولي داخل منظمة الدول المصدرة للنفط وبحصة تصدير تقدر ب 5,2 مليون برميل يوميا توجه 20 في المائة منها إلى الدول الأوروبية و70 بالمائة إلى الدول الآسيوية. وسارت إيران في طريق تشديد موقفها من الدول الغربية في هذا الشتاء شديد البرودة بعد أن توالت التهديدات الغربية بإتجاهها بفرض عقوبات مشددة وفي وقت بدأت فيه إسرائيل تفتعل المبررات من أجل شن هجوم عسكري على منشآتها النووية على أمل وقف البرنامج النووي الإيراني. وعاد هذا البرنامج إلى الواجهة بعد أن كشفت إيران، أمس، أنها تمكنت من ضمان 20 في المائة من الصفائح النووية الضرورية لتشغيل مفاعلاتها دون اللجوء إلى استيرادها وإنتاج أجهزة طرد مركزي من الجيل الرابع وهي أكثر سرعة وأقل حجما. وكشف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن بلاده تمتلك حوالي ستة آلاف محطة طرد مركزي وتعتزم إضافة ثلاثة آلاف محطة أخرى ليصل عددها إلى تسعة آلاف محطة . وكان آخر تقرير أنجزته الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكد أن إيران تمتلك أزيد من 8 آلاف محطة طرد مركزي من الجيل الأول وجميعها موجود في مفاعل ناتنز الذي ينتج كل عام حوالي 150 كلغ من اليورانيوم المشبع بنسبة 5,3 بالمائة الذي يدخل عادة في الأبحاث المدنية بفارق كبير عن نسبة تخصيب ب 90 بالمائة الضرورية لإنتاج القنبلة الذرية. وكشفت مصادر إيرانية أن محطات الطرد المركزي تعمل ست مرات أسرع من المحطات القديمة، مما زاد من مخاوف الدول الغربية حول احتمالات تمكن إيران من امتلاك السلاح النووي وهي التهمة التي ترفضها السلطات الإيرانية وتصر على التأكيد في كل مرة أن برنامجها سلمي ولا يحمل أية نزعة عسكرية.