من سيخرج منتصرا من القبضة الحديدية التي ما انفكت تشتد بين إيرانوالولاياتالمتحدة على خلفية البرنامج النووي الإيراني؟ تساؤل بدأ يُطرح بإلحاح بعد أن بات في حكم المؤكد أن عملية لي الذراع بين البلدين لن تنتهي إلا بمنتصر وخاسر في لعبة لا تقبل حلا وسطا.فبقدر ما صعدت الولاياتالمتحدة اللهجة بفرض عقوبات أشد إلا وردت إيران بلهجة تحدي أكبر رافضة في كل مرة الانصياع للضغوط الأمريكية خاصة والغربية عامة لردعها على مواصلة برنامجها النووي. وفي الوقت الذي صعدت فيه الإدارة الأمريكية لغة الخطاب باتجاه النظام الإيراني بعد إعلان الرئيس محمود أحمدي نجاد إنتاج محطة طرد نووي من الجيل الثاني ووجدت فيها الذريعة لمعاقبة إيران وتشجيع المترددين من أعضاء مجلس الأمن الدولي لاتباع مقاربتها عاد مدير الوكالة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي ليؤكد أمس عمليات إنتاج واسعة لمثل هذه المحطات التي تمثل قفزة نوعية في التكنولوجية النووية الإيرانية. ولا يمكن إخراج تصريحات صالحي أمس عن سياق التهديدات الأمريكية ورسالة إلى الرئيس باراك اوباما ''إننا لن نكترث لتهديداتكم وإننا سنشرع خلال الأشهر القادمة في إنتاج محطات طرد مركزي أكثر تطورا لإنتاج الوقود النووي لمفاعل ناتنز في وسط البلاد الذي بإمكانه استقبال 60 ألف محطة جديدة''. وكشف علي أكبر صالحي عن تشغيل حوالي عشرين محطة جديدة بقوة تشبيع تفوق ثلاث مرات قوة محطات الجيل الأول العاملة حاليا. ويعني تأكيد المسؤولين الإيرانيين على إنتاج محطات الطرد هذه أن طهران لم تعد معنية بصفقة تبادل اليورانيوم الإيراني الضعيف التخصيب بنسبة 5,3 بالمئة مقابل حصولها على الوقود الكافي لتشغيل مفاعل ناتنز في العاصمة طهران وكان ذلك بمثابة رسالة للدول الغربية التي كانت تأمل في إنجاح هذه الصفقة عبر روسيا بفضل العلاقات المتميزة بين موسكووطهران في هذا المجال. وجاء اشتداد هذه القبضة بين البلدين عشية انطلاق فعاليات الندوة الدولية حول الأسلحة النووية التي تنطلق أشغالها اليوم بالعاصمة الأمريكية ويحضرها قرابة خمسين رئيس دولة وحكومة وينتظر أن يكون البرنامج النووي الإيراني أكبر القضايا المطروحة خلاله. وبهذا الإنجاز الإيراني يكون ملف طهران النووي قد دخل منعرجا جديدا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما الأخيرة الذي لم يستبعد اللجوء إلى توجيه ضربة نووية إلى إيران في نفس الوقت الذي استبعد فيه استعمال هذه الأسلحة ضد أية دولة من الدول الموقعة على معاهدة منع الانتشار النووي. ورأت السلطات الإيرانية في مثل هذا التصريح بمثابة تهديد علني تجاهها وجعلت مرشد الجمهورية الإسلامية علي أكبر خامينائي يعتبرها بغير المشرفة لرئيس دولة من حجم الولاياتالمتحدة. ووصف مختلف المسؤولين الإيرانيين تصريحات الرئيس الأمريكي بالخطيرة وأكدوا على عدم الثقة فيه لأنه متقلب الأطوار والمواقف بما يستدعي التعامل معه وفق تصريحاته.