اشتد التوتر في اليمن عشية الانتخابات الرئاسية المسبقة المقررة اليوم في ظل تصاعد النداءات الداعية إلى تنظيم عصيان مدني ومقاطعة هذا الموعد الانتخابي الذي ترشح له عبد ربه هادي منصور والذي سيتم تزكيته اليوم على اعتبار أنه اختير من طرف كل القوى السياسية ليكون الرئيس التوافقي الانتقالي في اليمن. وشهدت مدن جنوب البلاد الذي يطالب سكانه بالانفصال، تنظيم مظاهرات مناهضة لتولي عبد ربه هادي منصور السلطة في صنعاء وهو الذي كان نائبا للرئيس السابق علي عبد الله صالح. واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن التي انتشرت بقوة بمدينة عدن، أهم مدن الجنوب، مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر إضافة إلى إصابة سبعة متظاهرين مسلحين. واندلعت المواجهات عندما حاول مئات المتظاهرين الرافضين لتولي عبد ربه منصور هادي الحكم، اجتياز حاجز نصبته قوات الجيش بمنطقة دلح بمدينة عدن بالقوة. وكانت اشتباكات مسلحة نشبت بين قوات الأمن ومسلحين بمنطقة منصورة بنفس المدينة عندما كان متظاهرون يستعدون لتنظيم تجمع احتجاجي للتنديد بانتخابات اليوم. وتصاعدت حدة أعمال العنف في اليمن وخاصة بجنوبه مع اقتراب موعد الرئاسيات، حيث استهدف مركز للاقتراع بقذيفة صاروخية، مساء أول أمس، بينما أصيب ثلاثة جنود كانوا ينقلون صناديق الاقتراع إلى مركز انتخابي بمحافظة لحج الجنوبية. ووسط هذا التصعيد الأمني وجه عبد ربه منصور الذي سيقود المرحلة الانتقالية في اليمن طيلة العامين القادمين خطابا للأمة حدد من خلاله الخطوط العريضة لسياسته بدءا بمطالبة دعم المجتمع الدولي لبلاده وتعهد باستعادة هيبة الدولة من خلال إحداث إصلاح جذري في البلاد. ومد عبد ربه منصور يده إلى الانفصاليين الجنوبيين والمتمردين الحوثيين الذين أعلنوا مقاطعتهم لهذه الانتخابات وقال إن ''القضية الجنوبية وانعكاساتها إضافة إلى ما يحدث في صعدا معقل المتمردين الزيديين تبقى من بين أولى أولوياته التي يجب تسويتها سريعا بقلب مفتوح وبدون أية أحكام مسبقة''. كما تعهد الرئيس اليمني القادم بمحاربة تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المناطق الجنوبية والشرقية في البلاد معقلا له خلال فترة حكمه الانتقالية التي من المقرر أن تدوم عامين وتنتهي بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. وأمام شبح المقاطعة الذي يهدد تنظيم هذا الموعد الانتخابي دعت ''جمعية علماء اليمن'' جميع المواطنين إلى التفاعل الجاد مع العملية الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات الرئاسية. ودعا بيان الجمعية كل اليمنيين إلى المشاركة في هذه الانتخابات بقناعة أنها تشكل المخرج من الأزمة التي تعصف باليمن طيلة الأشهر الماضية. وأكد علماء اليمن أن التوافق على شخص المرشح هو تزكية له على حسن أدائه يوم كان نائبا للرئيس علي عبد الله صالح وقدرته في تسيير دفة الحكم والتعامل مع الأزمة رغم الصعوبات الأمنية والاقتصادية التي يواجهها اليمن لأكثر من عام من حراك شعبي أدخل اقتصاده في حالة شلل تام.