اختتمت، أمس، أشغال الورشة الدولية حول الغاز الصخري وذلك بعد يومين من النقاش المثمر الذي انتهى بالاتفاق على مواصلة العمل والتشاور ما بين المختصين والباحثين وتبادل الخبرات فيما بينهم، إلى غاية التمكن من التعمق في الاستغلال الأمثل لهذه الطاقة الحيوية التي يعول عليها كثيرا في تحقيق التنمية الحقيقية لكافة البلدان سواء المتطورة أوالنامية. ولعل المخزون الكبير الذي تتوفر عليه الجزائر باعتبارها تملك أهم الاحتياطات العالمية وكونها الأولى إفريقيا، هو الذي يجعلها تتبوأ المركز المهم في مجالات البحث والاهتمام إلى جانب التنقيب والاستثمار في هذا المجال في إطار مختلف اتفاقيات الشراكة ما بين مؤسسة سوناطراك وبقية المؤسسات الرائدة في هذا الميدان الحيوي عبر العالم. وموازاة مع الاعتراف الذي أبداه العديد من الخبراء بالتعامل مع شركة سوناطراك، اعترف السيد عبد المجيد عطار الذي شغل العديد من المناصب السامية بأن الجزائر لها من المؤهلات الطبيعية والبشرية ما يجعلها في طليعة البلدان التي تجلب الاستثمارات العالمية وذلك من أجل التنمية الفعلية للبلاد والعمل على تحقيق الازدهار لشعبها. وفي نفس هذا الإطار، أكد العديد من الخبراء في المحاضرات والمداخلات التي ألقوها في هذين اليومين على أن التحولات الحاصلة في العالم بإمكانها التأثير في التحول الطاقوي تدريجيا نحو الاستعمال المكثف للغاز الصخري الذي يتطلب استغلاله والاستثمار فيه الكثير من الأموال والتكنولوجيا المتطورة جدا، وعليه فإن الدولة الوحيدة المالكة لهذه التكنولوجيا هي الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعمل مخابرها العلمية في تطوير كافة الإمكانيات للتوصل إلى نتائج ملموسة من أجل الاستغلال الأمثل لهذه الطاقة دون التأثير على البيئة التي ينادي المدافعون عنها بضرورة الاهتمام بها، لما لها من تأثير على التنوع المناخي وغيرها من العوامل الأخرى المتحكمة في الطبيعة. وقد أبدى العديد من الخبراء الجزائريين اهتماما بالغا بضرورة التواصل مع كافة الهيئات العالمية المتمكنة في هذا المجال من اجل البحث عن الاستثمارات واستغلالها في إجراء الدراسات التقنية في الأحواض الجنوبية التي يتم بها التنقيب والبحث ومن ثم اللجوء إلى الاستغلال حيث تفيد الدراسات الأولية بوجود ما يقارب 4500 بئر بها ما يعادل 231 ترليون متر مكعب وأن قدرتها الإنتاجية تفوق37 في المائة من الإنتاج الحالي للغاز الطبيعي، إضافة إلى أن استغلال الخزانات يكون بأكثر من 25 في المائة مقارنة بالوضع الحالي وهو الأمر الذي يفرض على السلطات الجزائرية تسهيل التشريعات القانونية من اجل عدم تفويت فرص البحث بالجزائر بعقول جزائرية بدل الانتظار الذي تكون مضاره أكثر من منافعه ما دامت الإمكانيات المالية متوفرة وكل الظروف مهيأة لتحقيق هذه الانطلاقة الهامة في مجال التقدم والبحث العلمي. للعلم، فقد اغتنم منظمو هذا الملتقى الدولي وأقاموا خرجتين للباحثين الدوليين المشاركين، الأولى كانت ذات طابع تقني علمي باتجاه المركب البتروكيماوي بأرزيو والثانية ذات طابع سياحي باتجاه مرتفعات سانتا كروز والمرجاجو وكذلك باتجاه تلمسان باعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية.