في جوّ من الغبطة والحميمة وسط جمع من المثقفين والإعلاميين، احتضنت مؤخرا المكتبة البلدية لوهران عملية بيع بالإهداء للمجموعة القصصية الجديدة الموسومة ب''إرث الخرافة''، للكاتب محمد عبو عضو المجلس الدستوري والوزير السابق للثقافة والإعلام. المجموعة القصصية الصادرة عن ''دار الحكمة''، تتألّف من 235 صفحة تضمّ 23 قصة متنوّعة، سبق للكاتب نشرها عبر صفحات جريدة ''لو كوتيديان دورون''، وتحمل عنوان القصة الأولى من العمل القصصي، وتدور أحداثها حول المواقف التي قد يعيشها الفرد فتجعله يتشبث بالحلول الخيالية بدل الحلول الواقعية الدائمة، كما يتناول عبو في هذه المجموعة القصصية الواقع الذي يعيشه كلّ مواطن والمشاكل التي يتخبّط فيها، وذلك من خلال نسجه لخيوط حكاية يطرح في نهايتها مجموعة من التساؤلات حول المواطنة والمشاركة في بناء جزائر أحسن مما هي عليه اليوم. وتطرّق الكاتب في مجموعته القصصية إلى المشاكل التي يعانيها الطبيب والمعلم والصحفي وبالأخص الصحفي المتعاون الذي خصّص له قصة، حيث أنّه يكافح يوميا من أجل معرفة الحقيقة في ظلّ غياب الحماية القانونية في خضم ظروف اجتماعية ومادية صعبة، وهي تنويه من الكاتب والتفاتة تقدير وعرفان لجنود مهنة المتاعب، كما فضّل الكاتب - حسب ما أكّده - معالجة المشاكل من خلال رواية القصص وبأسلوب الحكاية كحل غير مباشر لإيصال الرسالة المبتغاة لأنّ التحليل الموضوعي يحتاج إلى تركيز ووقت كبير. وقد كشف الكاتب محمد عبو أنّ جميع أحداث قصصه يستنبطها من الواقع وتعبّر عن اهتمامات وتساؤلات المواطن البسيط سواء داخل الوطن أو بالعالم العربي، فهو يري أنّ غياب الحوار والكبت سببان مباشران في دفع شعوب البلدان العربية لتثور ضدّ واقعها، وحتى لا نصل إلى الوضع نفسه يجب أن نستعمل ذكاءنا وفكرنا لتكريس لغة الحوار وتفعيل لغة المواطنة، حتى تكون قوّة اقتراح ومشاركة في الحياة اليومية للمساهمة في نهضة بلادنا. وفي نفس الوقت لم يخف الكاتب أنّ المشهد الثقافي والكتابة بالخصوص بالجزائر، تعاني من ضعف النصوص وقلّة الإبداع الفكري مقارنة بما يبذله المفكّرون والأدباء من مجهود لتحقيق قفزة ثقافية، لأنّ المثقف يستطيع أن يعطي بإبداع إذا أتيحت له الفرصة ووجد الدعم المادي والمعنوي.