صدر مؤخرا عن دار الغرب للنشر والتوزيع رواية لمحمد جعفر تحت عنوان »ميدان السلاح« الرواية التي تحتوي على 280 صفحة من القطع العادي تجرى أحداثها بمدينة وهران. رواية »ميدان السلاح« تدور في واقع متوتر وقلق وفي هذا الواقع المتبعثر الفوضوي تجري الأحداث من خلال تشققات كبرى اجتماعية وثقافية أراد لها المؤلف أن تكون مرصدا لأوجاع وأحلام وطموحات مثقف جزائري أنهكه الواقع وتاهت به الطرق المتشعبة في وسط متعفن متباغض ينتهي به الجنون إلى دوامة العنف والتطرف الذي لم ينشأ هكذا وإنما له خلفياته التي نتجت عن الإخفاقات المتعددة وعلى كافة المستويات. الرواية من الناحية الزمنية تدور أحداثها بعد الاستقلال الوطني من خلال طرح المشاكل ومحاولة تحليلها وكيف أوصلت هذه المشاكل البلاد إلى مآساة العشرية السوداء. لم تتناول الرواية القضايا الاجتماعية، الاقتصادية منها والسياسية فحسب بل تناولت وبعمق فكر ونفسية المثقف الجزائري ونقلت مشكل المثقف من خلال بطلها المسرحي. الروائي محمد جعفر قاص جزائري من مواليد 1976 بمدينة مستغانم له عدة قصص منشورة عبر الصحف الوطنية. المولود الجديد لمحمد جعفر »ميدان السلاح« يعتمد أسلوبا شيقا ولغة وسطى يستهلها بخواطر تحت عنوان »هواجس وخواطر من العتمة« تتميز بلغة شاعرية حيث يستهلها بقوله »بي طيش ولهفة مجنونة، ونجواي لك لم تزل على سابق عهدها.. بي شهوة إليك، وإني التهب شوقا ورغبة فيك.. إني أشتاق وأحن إلى الدفء وحضورك«. بهذا الأسلوب الشاعري تنطلق الرواية، يقسم الكاتب روايته إلى »أعداد« أو مشاهد وتصل إلى 22 عددا. كل عدد له تقديمه الخاص به بين قوسين كالعدد الأول »من أين أبدأ الحكاية!.. وهو عبارة عن تساؤلات وتعجبات«. وهناك في الأعداد مثل رقم (5) »رحل والدي.. هو مشهد أو فصل داخل قوسين..«. وكما جاء في تعليق المؤلف على هذه الرواية أنها: »شيء من الحقيقة، إن لم يكن الكثير منها... وشخصية الرواية كانت موجودة في الواقع... كما أنها لا بد عانت من مشاعر مماثلة وعاصرت أحداثا مشابهة.. ولقد انتهت بنفس الطريقة، وإنها شخصية حقيقية، ولقد بدأت منها«. تنتهي الرواية نهاية مأساوية باغتيال البطل والنهاية حسب المؤلف ما هي إلا ترجمة لسقوط البلاد في هاوية التطرف الذي هو وليد إخفاقات عديدة وعلى كافة المستويات.