أكّد الأستاذ محمد طبي خلال مداخلته حول ''صراع المرأة من أجل إثبات ذاتها''، ضمن فعاليات الأيام الثقافية السادسة - التي يحتضنها بهو قصر الثقافة ''محمد بوضياف'' بعنابة على مدار أسبوع كامل، تزامنا مع احتفالية عيد المرأة والاحتفالات المخلّدة للذكرى الخمسين للاستقلال - أكّد أنّ نظرة المجتمع إلى المرأة لم تتغيّر منذ الجاهلية، وذلك لأنّها مازالت تبحث عن مكانتها الحقيقية في مختلف المستويات، خاصة في العمل والبيت. وأضاف أنّها لا تزال تناضل من أجل احتلال مكانة مرموقة، وهذا دليل على المشاركة الفعلية للمرأة إبّان الثورة التحريرية، حيث كان لها الفضل في استرجاع الاستقلال مع أخيها الرجل. من جهتها، طالبت الأستاذة عائشة خلاف خلال مداخلتها، بضرورة رفع مستوى المرأة بتوفير مجال خصب لها للإبداع والتميّز، لأنّ مشاركتها مازالت محتشمة في هذه القطاعات، وعليه فالمرأة - تضيف المتدخّلة - بحاجة إلى تفجير ثقافي وتحرير العقل من أجل الإبداع الحقيقي، إلى جانب الاهتمام بالمجال الحرفي الذي تخوضه المرأة بكلّ قوة لصقل مواهبها ومواكبة العصر. وفي سياق متصل، تحدّثت الفنانة التشكيلية والنحاتة زهية دهال، عن تجربتها الفنية وكفاحها بالريشة وأناملها، التي صنعت العديد من المنحوتات المجسّدة لتاريخ الثورة، وعرضت مجموعة من المنحوتات وصورا لنشاطها الإبداعي مثل النصب التذكاري للجندي المجهول بولاية سكيكدة، حيث أكّدت أنّها فخورة بهذا المرجع التاريخي الذي يذكّرها بنفسها الإبداعي القوي، وأنّها مازالت تبحث من أجل الإبداع وتطوير الرسم على المنحوتات لخلق نشاط تجاري تتوارثه الأجيال القادمة. وعلى صعيد آخر، يعرف معرض الصناعات التقليدية والفنون التشكيلية المنظّم على هامش هذه الأيام الثقافية، إقبالا كبيرا من المواطنين، خاصة النساء اللواتي استقطبتهن أجنحة المعرض التي تزيّنت بالألبسة التقليدية والأكسسوارت الجميلة، إلى جانب المنحوتات ذات الأشكال الجميلة، وحسب بعض الحرفيات فإنّ الأيام الثقافية السادسة تعتبر فرصة للتعريف بمنتجاتهن المستوحاة من تقاليد المنطقة، خاصة وأنّ العروس العنابية مازلت تتزيّن بهذه الألبسة. وتمّ إدراج جناح خاص بالأكلات التقليدية والحلويات العصرية التي صنعتها أنامل بعض النسوة، خاصة منهن صاحبات المؤسّسات الصغيرة اللواتي ينشطن في إطار تعزيز القطاع الحرفي وتحسين مستوى العمل الجواري، عن طريق التشجيع على توسيع دائرة العمل وخلق مناصب عمل إضافية للنساء الحرفيات، وهو ما أكّدته السيدة خديجة صاحبة محل لصنع الحلويات، إذ شدّدت على ضرورة استغلال مثل هذه التظاهرات الثقافية للتعريف بمختلف المنتوجات. وفي سياق متّصل، طالبت إحدى الحرفيات بتدخّل مدير الصناعات التقليدية والحرف، من أجل توفير المواد الأولية التي تساعدهن على الإنتاج وصناعة القطع الفريدة من نوعها خاصة منها السروج، السلال وبعض المنحوتات الأخرى-.