بن علي أم هاني، من ولاية تقرت، حرفية في حوالي العقد الخامس من العمر تقريبا، عشقها لمهنة الطرز التقليدي، وصناعة البرنوس، والقشابية وغيرها من المنتجات التقليدية الأخرى في مجال الخياطة والطرز التقليدي، جعلها تبحث عن كافة الوسائل والفضاءات التي تمكنها من التعريف بهذه الحرفة التقليدية العريقة، وتسويقها في مختلف جهات الوطن رغم الإمكانيات البسيطة وغلاء المواد الأولية، إلا أنها لم تتوقف يوما عن حياكة مختلف أنواع الألبسة والبرانيس والأفرشة والوسائد، وغيرها من المنتجات التقليدية المطرزة، بدقة واحترافية عالية، فصبرت وواظبت على ممارسة حرفتها، ولم يتسلل اليأس إلى قلبها يوما واحدا· بداية السيدة أم هاني، كانت وهي لا تزال في سن ال13، تعلمت الحرفة وأحبتها عن والدتها، ونقلتها بدورها إلى بناتها اللواتي صرن يساعدنها اليوم في تطريز وحياكة مختلف المنتوجات، رغم متابعتهن لدراسات عليا، فلم يمنعهن ذلك من ممارسة حرفة تقليدية عريقة جدا لا زالت تحافظ على أصالتها ورونقها وسحرها بين الأجيال الجديدة، فهي من صميم تراثنا وموروثنا الثقافي والحضاري، تقول السيدة أم هاني التي تحدثت ل(أخبار اليوم) خلال فعاليات الصالون الوطني للتشغيل (سلام 2012)، أنها كانت تقوم بالطرز وحياكة البرانيس والقشابيات على وجه الخصوص في منزلها، وتسوقها على نطاق محدود للغاية، إلا أنها وبعد فترة وجدت أن كميات كبيرة من هذه المنتجات تجمعت لديها في المنزل، لم تجد مجالا لتسويقها، فقصدت بعض محلات بيع المنتجات التقليدية والمعارض الخاصة بهذا الإطار، وبالفعل تقول إنها توجهت إلى معرض (بوهراوة) بغرداية، حيث استقبلت هناك، ومنح لها جناح خاص لعرض منتجاتها التي لقيت رواجا كبيرا حينها، وتسلمت شهادة تقديرية وتشجيعا كبيرا من طرف السلطات المحلية، ثم نصحها البعض بالتوجه نحو الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، حيث عرضت مشروعها هناك، وتم منحها قرضا بقيمة 4 ملايين سنتيم اقتنت بها المادة الأولية المتمثلة في وبر الجمل لصناعة القشابية والبرنوس التقليدي، غير أن ذلك لم يكن كافيا بالنظر إلى الاحتياجات الكبيرة التي تتطلبها هذه الصناعة التقليدية أمام غلاء المواد الألوية المتمثلة في وبر الجمل على وجه الخصوص، مع ما يتطلبه أيضا من وقت لتنظيفه وتحضيره الجيد، الذي من الممكن أن يصل إلى نحو أربعة أشهر كاملة أو أكثر أحيانا· ومن أجل ذلك، تضيف المتحدثة التي انطلقت في هذا المشروع منذ حوالي سنتين، أنها تقدمت مرة ثانية من أجل الحصول على قرض بقيمة 10 ملايين سنتيم يمكنها من اقتناء المادة الأولية وكذا بعض الأدوات أو الأجهزة التي تسهل عليها عملها كونها لا زالت لحد الآن تعمل بأدوات تقليدية بسيطة للغاية ورثتها عن والدتها وهي لا تتناسب أبدا مع ما تطمح للوصول إليه في هذه الحرفة التقليدية، من خلال تسويقها عبر مختلف ولايات الوطن، والتعريف بها ونقلها إلى الأجيال القادمة، كونها تعبر عن أصالة وعراقة عدة مناطق من الوطن، وتمثل تراثا غنيا يجب الاهتمام به، والعمل على النهوض به، لا سيما عبر تشجيع الحرفيين الذين يمارسون هذا النوع من الصناعات التقليدية، شاكرة الجهات التي قدمت لها يد العون والمساعدة للخروج بمنتجات وإبداعات أناملها من حدود منزلها الضيق إلى فضاءات العرض الواسعة بمختلف الولايات·