ما حدث بجامعة باتنة هذا الأسبوع من أحداث مأساوية يدفع إلى إعادة النظر في دور ووجود التنظيمات الطلابية داخل الحرم الجامعي، فما حدث كان يمكن أن يقع في أي مكان آخر إلا الجامعة، لأن المفروض في الطالب أنه يتمتع بمستوى تعليمي يحول دون لجؤئه إلى العنف في حل الخلافات. إن التنظيمات الطلابية وجدت لتكون في خدمة الطالب والجامعة ، لكن أن تتحول إلى معاول تهديم وتخريب وسائل الدراسة وإلحاق أضرار بمرافق الجامعة، فعدم وجودها أحسن وأنفع من وجودها، لأنها بهذه الممارسات لا ترقى إلى مستوى التنظيم الطلابي، بل لا تختلف عن أية عصابة أشرار أو منحرفين لا يدركون ما يفعلون. وأحسن ما فعل مجلس جامعة باتنة بتعليق نشاط التنظيمات الطلابية، لأنها هوت إلى انحراف خطير يمكن، إن لم يكن مسؤولو الجامعة صارمين في التعامل معه، أن تكون عواقبه المستقبلية خطيرة على الجامعة وعلى التحصيل العلمي للطالب. وهذه التنظيمات وجدت في الأصل من أجل مساعدة الطالب ومرافقته في مشاكله البيداغوجية وليس لإثارة النعرات وتحويل الجامعة إلى مرتع للاشتباكات والتراشق بالحجارة والزجاجات والأسلحة البيضاء بدل التراشق بالأفكار وتبادل المعلومات. ثم أن الجامعة هي فضاء للعلم وليس للنضالات الحزبية التي يجب أن تكون خارج الحرم الجامعي، كما لا يجب أن تكون هذه التنظيمات أداة طيعة في يد أحزاب تحركها كما تشاء لأغراض سياسيوية وحزبية مع اقتراب موعد التشريعيات.