عاش مسرح ''عبد القادر علولة'' جوّا احتفاليا نسويا بامتياز، أشرفت على تنظيمه مديرية الثقافة بمناسبة عيد المرأة المصادف للثامن مارس تحت شعار ''رمز الحرية مستقبل وحرية''، حضرته معظم الجمعيات التي تنشط بالولاية ووجوه ثقافية نسوية... ثمّنت في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها مديرة الثقافة السيدة ربيعة موساوي، دور المرأة الجزائرية في النهوض بالمجتمع، وهي التي قدّمت التضحيات بالأمس غير البعيد من خلال نضالها المستميت ضدّ المستعمر الذي لم ينل من شجاعتها ولا من عزيمتها، وأكّدت أنّ الحفل ما هو إلاّ تعبير بسيط عن عرفاننا وتقديرنا لتضحياتهن.بداية الحفل كانت مع كوكتيل غنائي مغاربي قدّمته فرقة ''الروابي'' تجاوبت معه الحاضرات اللواتي غصّت بهن قاعة المسرح ورقصن على أنغامه، لتعتلي بعدها المنصة السيدة قدامي فاطمة التي قدمت مجموعة من ''البوقالات'' من عمق تراثنا الشعبي، خصّصته ل''حواء''، وهي الفكرة التي استحسنتها الكثيرات، حيث رجعت بهن السيدة فاطمة إلى عادات الأمّهات والجدات اللواتي كن لا يفوّتن فرصة لعبة ''البوقالات'' في سهراتهن.ولم تغفل دار الثقافة خلال هذا الحفل البهيج، عن تقديم معاني الشكر والتقدير والتكريم لأسماء نضالية نسوية، وهن مجاهدات من وهران كنّ رمز العطاء للجزائر، حيث قدّمت لهن شهادات شرفية وهدايا قيمّة، على غرار كلّ من المجاهدة رويعي صليحة، شامي حبيبة، جليل فاطمة والشقيقتين زاموشي فتيحة وصليحة، وكذلك السيدة صام حليمة. كما كرمت دار الثقافة ''زدور إبراهيم بلقاسم''، القائمة على الحركة الثقافية بالولاية، السيدة ربيعة موساوي، مديرة الثقافة لولاية وهران، عرفانا بمجهوداتها في خدمة الثقافة بالباهية. الشعر كان حاضرا من خلال ما قدّمه الشاعر أندلوسي محمد، الذي حيا فيه المرأة في يومها العالمي. كما قدّمت فرقة ''مسك الليل'' عرضا للأزياء التقليدية الوهرانية والعاصمية. ومسك الختام كان مع فرقة ''الشيخة وردة ''للمداحات التي أطربت الحضور بمجموعة من الأغاني التراثية الأصيلة. كما سجل الممثل المسرحي ميهوبي محمد حضوره من خلال تقديم مونولوغ ''إمرأة يا نساء'' بمسرح ''عبد القادر علولة''، الذي يروي قصة رجل يحلم أن يجد زوجة مثالية خالية من العيوب والمساوئ، وفي شكل حوار مع الذات يحاول الممثل مناقشة إمكانية تجاوز بعض المسائل المرتبطة بالصراع الأزلي بين الرجل والمرأة. المونولوغ لم يخل من الوقفات الفكاهية التي جعلت الجمهور الغفير الحاضر يتجاوب مع العرض، حيث سعى ميهوبي كعادته لإبراز دور المرأة وقيمتها في المجتمع. مؤكّدا أنّ الإصلاح هو الحلّ المناسب لتعاون الطرفين اللذين خلقهما الله تعالى ليتعاونا في إعمار الأرض. وتخلّل العرض إلى جانب بعض المواقف الطريفة أغاني وطنية صفّق لها الجمهور النسوي الذي حضر بكثافة واهتزت لتصفيقاته أركان المسرح الجهوي بوهران، وكانت أجمل تحية يقدّمها فنان مسرحي برهن على مدار مسيرته الفنية احترامه وتقديره للنصف الآخر للمجتمع المرأة المربية وصانعة الأجيال+.