ألهبت صاحبة الحنجرة الذهبية الفنانة القديرة ''نوارة ''قاعة الحفلات بدار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو أول أمس بأدائها لأجمل الأغاني المؤثرة والكلمات الجميلة والمعبّرة ترجمت من خلالها معاناة المرأة في غياب الزوج الذي يتواجد بالغربة مبرزة التقاليد والعادات السائدة في المنطقة. وكان الحماس حارا بالقاعة حينما صعدت الفنانة فوق المنصة، حيث استقبلها مدير الثقافة لتيزي وزو بباقة ورد وهدية متمثلة في جبة قبائلية، لتطلق الفنانة العنان لحنجرتها وتفتتح حفلها الفني الساهر بأغنية لا يزال يتذكرها الكبير والصغير ''اسمي نميوسان'' (عندما تعارفنا)، التي رددها الجمهور خاصة من طرف المتقدمات في السن اللواتي كن ولا يزلن معجبات بالفنانة التي استطاعت التعبير عن المرأة القبائلية في ظل مجتمع محافظ، حيث استطاعت الفنانة كسر هذه القيود والبرهنة وفرض مكانة المرأة إلى جانب الرجل. واهتزت دار الثقافة لأزيد من ثلاث ساعات على أنغام الفنانة حميزي زهية المعروفة بالاسم الفني ''نوارة'' التي غنت وأمتعت الحضور الذين توافدوا على دار الثقافة للاستماع والاستمتاع بصوت تعامل معه الكثير من عمالقة الفن القبائلي من بينهم شريف خدام. واغتنمت نا نوراة فرصة تواجدها على المنصة لآداء أغنية ''ناك يذاك مقريث ذي سين'' كذكرى تقديرا وعرفانا للفنان ''شريف خدام'' الذي تتلمذت على يده، كما قدمت الفنانة لجمهورها ''اشويق'' للفنان الراحل معطوب الوناس الذي يحمل عنوان ''سمحغاوان''، والعديد من الأغاني التي أثارت الحماس وألهبت قاعة الحفلات منها أغنية ''ايما اعزيزان''، ''شنان اك افزينيم'' وغيرها من الأغاني التي عبرّت فيها الفنانة عن مشاعر الحب ،الحنان، الثورة وكذا معاناة المرأة في مجتمع قبائلي محافظ. وكان هذا الحفل فرصة لإعادة إحياء هذا الصوت الذي دوى في سنوات كان الغناء فيها ممنوعا على النساء، حيث قدمت مديرة الخدمات الجامعية السابقة السيدة اوريدة العرفي هدية رمزية للفنانة باسم الطالبات الجامعيات للإقامة الجامعية مدوحة واللواتي لا يزلن يتذكرن الحفل الفني الرائع الذي نشطته نا نوارة بالإقامة سنة 1991 والذي كان آخر حفل لها بالجامعة.