أعلنت أمس جمعية »عبد الحميد بن زين« عن أسماء الفائزين بجائزتها الصحفية التي تسلم كل سنتين والخاصة بالتحقيقات والربورتاجات. الفائز بالجائزة هو الصحفي سعيود صالح من إذاعة ورقلة الجهوية وذلك عن تحقيق أنجزه خاص بالبيئة الصحراوية، وقد سلمه الجائزة (150 ألف دج + شهادة تكريم) المخرج لمين مرباح. الفائز صرح ل''المساء'' أنه فخور بهذه الجائزة التي تحمل اسم أحد رموز الاعلام الجزائري المجاهد الراحل محمد بن زين. من جهة أخرى، أكد سعيود أنه صاحب حظ كونه يعمل في الصحراء رغم أنه من الشمال (الأخضرية بولاية البويرة) مما مكنه من تجاوز النظرة العادية التي يحملها أهل الجنوب لصحرائهم لأنه غريب عنها ويحاول كشف كل ما فيها كي يعرفها أكثر ويعرفها للجمهور. أما الجائزة الشرفية فقد سلمت للصحفي محمد كالي وهو مراسل جريدة الوطن من عين تموشنت. كما تم تكريم المجاهدة ''آني ستيز'' التي أصدرت مذكراتها الخاصة بالثورة بدعم من جمعية عبد الحميد بن زين. للتذكير فقد استقبلت اللجنة المشرفة على الجائزة 30 عملا صحفيا في المجال السمعي والمكتوب، علما أن اللجنة تضم خبراء وأساتذة وصحفيين ومنهم بديعة حداد، حسن جاب الله، بلقاسم مصطفاوي، رزيقي معزوز احمد عنصر وغيرهم. اللقاء الذي احتضنت احتفاليته المدرسة العليا للصحافة وعلوم الاعلام كان فرصة للحديث عن الجمعية وعن ذاكرة الراحل عبد الحميد بن زين. الجمعية تخصص عاما لاعلان جائزتها وعاما مواليا لتنظيم ملتقى علمي، وهي تعمل على تشجيع الصحفيين الشباب دونما نسيان جيل الرواد من الاعلاميين، علما أن جائزة هذه السنة لم تتضمن اسما لأحدهم. في تدخله أشار الاستاذ مصطفى بلقاسم عضو بالجمعية إلى أن الجائزة ما هي إلا جزء من مسيرة وإرث الراحل بن زين مع الحرص على إعطاء بصمة خاصة تتعدى إطار احياء الذاكرة، مضيفا أن النضال والتوعية مهم في العمل الصحفي وفي بناء مسيرة الجزائر نحو التقدم. تعمل الجمعية كذلك على ابراز قدرات وطاقات جزائرية قصد استغلالها وحثها على المواصلة. الراحل بن زين كان صحفيا مناضلا وانخرط في القضية الوطنية وهو في سن المراهقة ''14 سنة'' وبقي وفيا لمبادئه حتى وفاته. أرجع المتحدث سبب انحصار الجائزة في نوع التحقيق والروبورتاج كونهما صنفان صحفيان ميدانيان يسمحان للصحفي باكتشاف الواقع أكثر وهما الصنفان اللذان كان يحبذهما الراحل بن زين. رئيس الجمعية ورفيق الراحل بن زين، السيد عنصر احمد، ذكر أن بن زين كان علما من اعلام الصحافة الوطنية، وفي النضال الوطني منذ بداية الاربعينيات. بالنسبة للصحافة فقد التحق بها الراحل منذ سنة 1953 من خلال صحيفة ألجيري ريبوبليكان، المدعمة والمنادية لاستقلال الجزائر وقد قررت فرنسا اغلاقها سنة 1955 لكن بن زين اعاد فتحها مباشرة بعد الاستقلال ليتم توقيفها سنة 1965 ثم يعاود اطلاقها سنة 1989 ومع 1991 اصبحت الجريدة الجزائرية الأكثر سحبا في الجزائر (140 ألف نسخة يوميا) تناولت واقع الجزائر بكل صدق وشفافية. انسحب منها بن زين عام 2002 لاسباب صحية ليعود لتأليف الكتب. الراحل كرمته عدة دول رسميا منها الولاياتالمتحدة وبريطانيا، كما حاز على جائزة الصحافة الدولية ببراغ وحاز على وسام الأثير بالجزائر. مسيرة الراحل زاخرة ابتداء من سن ال 14 سنة حين انضم لحزب الشعب واعتقل في 8 ماي 1945 وفي 1950 توجه لفرنسا والتحق بالعمل النقابي ثم نشر كتاباته في الشؤون الاجتماعية. في سنة 1954 التحق كضابط بجيش التحرير واعتقل سنة 1956 حيث واصل نشاطه بالسجون. نضاله امتد إلى ما بعد الاستقلال أي من 1965 حتى 1974 حيث كان معارضا سريا ليظهر للعلن سنة .1989 لقد قضى 60 سنة في الدفاع عن مبادئه الانسانية. الصحفي حسين جاب الله أحد رفاق الراحل عمل معه في »ألجيري ريبليكان« عام 1964 يصف هذه الجريدة بالتراث لأنها دافعت عن الامة الجزائرية وكتب فيها جيل من الرواد منهم محمد ديب، كاتب ياسين وغيرهما وذلك منذ .1936 استضاف اللقاء السيد سي محّي من بلعباس (حمام بوحجر) الذي ذكر ارتباط هذه المنطقة بالراحل منذ الثورة، علما أن بن زين سجل ذلك في احد كتبه وعلاقته بشهداء المنطقة وعلى رأسهم المجدوب وغيره والذي بقي وفيا لاسرهم حتى بعد الاستقلال فقد زار أم الشهيد المجدوب التي اهدته صندوقا من الوثائق استخرجته امامه من قبر ابنها الشهيد. (مسجل في كتاب جريدة المسيرة) ذكريات كثيرة لاتنتهي مع بن زين الرمز الذي آمن بالجزائر وعمل على تسجيل ذاكرة ثورتها في كتاباته وهو ما تنوي الجمعية مواصلته خاصة وأن الجزائر ستحيي خمسينية استقلالها.