يعدّ العوني أحمد من الأسماء المسرحية الشابة البارزة في الساحة الثقافية بوهران، حيث تألّق في جلّ الأعمال التي أسندت إليه، إذ برهن على عشقه للخشبة التي يعتبرها جزءا من ذاته وتحتويه، مؤكّدا في نفس الوقت أنّ الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يرافقها العمل الجاد والاجتهاد المتواصل. يطمح هذا الممثل الشاب -الذي رأى النور في اليوم الخامس من شهر فبراير1981- لأن يكون خير خلف لخير سلف ويحمل مشعل الاستمرارية، تحدوه في ذلك رغبة الارتقاء للأفضل وترويض موهبته، ولتحقيق ذلك، ينشط العوني أحمد ضمن تعاونية ''مسرح اليوم''، حيث أنّه تألّق في العديد من الأعمال أبرزها مسرحية ''الدواخة'' (التي أخرجها بنفسه وكتب نصها الكاتب المسرحي يخلف بوعامر)، وكذا ''التفاح'' و''العلق'' لعملاق المسرح الجزائري الراحل عبد القادر علولة، ثم ''الفرق'' للكاتب شفيق تيشوداد، ''الزعيم'' و''أشواك السلام''، وأيضا الملحمة التاريخية ''سيفاكس'' لمخرجها عيسى مولفرعة والكاتب بوزيان بن عاشور ضمن إنتاجات تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، التي يعتبرها العوني أحمد وقفة ومحطة هامة أضافت لتجربته وأكسبته مزيدا من الخبرة. وكانت للعوني أحمد تجربة في الإخراج، ومن ثمارها عدد من الأعمال المسرحية التي قدّمت على الخشبة كمسرحيات؛ ''الفرق''، ''هاجر'' و''شكون حنا''، إلى جانب العرض المسرحي الراقص ''منين جاي'' الذي يعدّ أوّل عمل يزاوج بين المسرح والرقص المعاصر في الغرب الجزائري، حيث أنّ إتقان العوني أحمد للكوريغرافيا، سمح له بأن يتألّق في هذا العمل ويسجّل بصمته، كما كانت لأحمد عدّة جولات قادته لأغلب ولايات الوطن في جولات فنية، وكانت له أيضا مشاركات خارج الوطن قادته إلى سوريا، لبنان، تونس، إيطاليا وفرنسا ضمن مهرجانات كثيرة أو تربصات تكوينية. لم يكن المسرح النافذة الوحيدة التي أطلّ من خلالها العوني أحمد على الجمهور، بحيث كانت له تجارب سينمائية على غرار الأفلام التلفزيونية من بينها؛ فيلم ''علي وعلي يدي وعلي مايديش'' للمخرج محمد حازورلي، فيلم ''طبيعة البلد'' لعبد الكريم بابا عيسى،''كاميرا بالمقلوب''، ومشاركات في مسلسلات تلفزيونية من بينها ''ناس الحومة'' لمحسن بن عمار، ''سلسلة جحا'' للمخرج محمد كيتيتا، وفيلم ''المهنة الجديدة'' للمخرج خير الدين لرجام، إلى جانب مشاركته بالعديد من الومضات الإشهارية التي تندرج ضمن الإعلانات التوعوية، ويعتبر العوني الوقوف خلف الكاميرا، إثراء لرصيد الممثل الذي يجب أن يكون شاملا بتجربته ليتمكّن من إعطاء الأفضل. خلال مشواره الفني، توّج هذا الممثل المسرحي بجائزة أحسن أداء رجالي في مهرجان المسرح المحترف بمستغانم في ,2004 جائزة أحسن أداء في المهرجان الأورو- متوسطي لمسرح الشباب بتونس في ,2005 جائزة أحسن حركة جماعية على الخشبة في مهرجان الأيام الوطنية لمسرح الطفل بمعسكر في,2011 جائزة أحسن إخراج في الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للمسرح ببراقي بالعاصمة، جائزة أحسن أداء في مهرجان الرقص المعاصر بفرنسا في ,2009 وجائزة أحسن عرض مسرحي منحتها إياه جمعية سيراي الإسبانية لترقية الإبداع والتعاون. وعن مشاريعه المستقبلية، كشف العوني أحمد عن إنتاج مسرحي جديد موجّه للأطفال تحت عنوان؛''غابة السلام'' الذي كتب نصه، ومشروع فيلم ذو طابع كوميدي اجتماعي تحت عنوان''عاصي وماصي''، كما تمّ اختياره للمشاركة في العمل المسرحي الذي سينتجه المسرح الجهوي بوهران''عبد القادر علولة'' للسنة الجارية، بعنوان ''الحصلة'' التي سيقوم بإخراجه الأستاذ مجاهري الحبيب، وهو من بين الأعمال المسرحية التي سوف تشارك ضمن فعاليات مهرجان المسرح المحترف بالجزائر العاصمة-.