قصد إبراز الموروث الثقافي وتراث مدينة وهران في الماضي، ارتأت شخصيات وهرانية معروفة من مثقفين ورياضيين وهيئات جمعوية، مؤخرا، أن تحيي ذاكرة مدينة وهران بتنظيم حفل بخيمة فندق ''الفينيكس'' ببلدية السانيا حمل شعار ''وهران.. الذاكرة الحية''. الهدف أيضا من هذه التظاهرة الفنية والثقافية، حسب إحدى المنظمات، السيدة لكباد فتيحة، هو إعادة إحياء الموروث الثقافي غير المادي لعاصمة الغرب الجزائري، من خلال تثمين العادات والتقاليد التي كانت تشتهر بها المنطقة، وقد كان البرنامج المسطّر خلال هذه الأمسية غنيا وثريا شمل معارض للصور حول مدينة وهران، النوادي الرياضية ومعالم وهران التراثية، إلى جانب معرض لصور يبرز اللباس التقليدي الوهراني ومختلف الأطباق والحلويات التقليدية، كما خصّص جناح داخل الخيمة عرضت به مجموعة من المؤلّفات التي تطرّق كتّابها إلى تاريخ وهرانالمدينة ماضيا وحاضرا. فاتحة هده الفعاليات كانت مداخلة الكاتبة بن سعدون شريف أمينة، التي تطرّقت إلى ذاكرة وهران المحكية عبر العصور من خلال اللباس التقليدي الوهراني والعادات والتقاليد التي اشتهرت بها وهران في العصور الماضية، وكان الزي الوهراني الأصيل حاضرا من خلال عرض للأزياء التقليدية وعلى رأسها ''البلوزة'' الوهرانية والحايك الذي كان رمزا يعكس الحياء والحشمة كما كانت هناك فسحة خصّصت للعرس التقليدي الوهراني وعادات الزواج القديمة التي اندثر العديد منها تحت حجة العصرنة والتطوّر. من جهتها، تطرّقت المجاهدة فتيحة زموشي نجلة مؤسّس مدرسة ''الفلاح'' الإسلامية الشيخ السعيد الزموشي، إلى تاريخ المدرسة ودورها المحوري إبّان الاستعمار في الحفاظ على الهوية الإسلامية الجزائرية، فيما تناولت السيدة بصول أمينة مسيرة أشهر النوادي الرياضية التي كانت تنشط إبّان الاستعمار الفرنسي، فيما عاد الباحث تشيكو بوحسون بالحضور إلى تاريخ الأغنية الوهرانية، وتوقف الإعلامي والكاتب المسرحي بوزيان بن عاشور عند أشهر المسرحيين الذين ساهموا في تأسيس الحركة المسرحية بالباهية. الجدير بالذكر أنّ هذه الوقفة عبّر فيها مثقفو وهران ومحبوها عن غيرتهم على هذه المدينة التي شهد لجمالها وروعتها كبار الشخصيات ممن توافدوا عليها.