أكد السيد إسماعيل ميمون وزير السياحة والصناعة التقليدية، أول أمس، من وهران بمناسبة إشرافه على افتتاح اللقاء الوطني لمستغلي المؤسسات الفندقية بأن المشاريع البنيوية والحضرية التي أنجزت أو تلك التي يجري إنجازها على المستوى الوطني هي التي تمكن السياحة من التعريف بالتاريخ الزاهر والتقاليد العريقة للجزائر التي قفزت في وقت وجيز إلى قطب فرض نفسه في مجال السياحة الحضرية من خلال توفرها على إمكانيات الإيواء المطابقة للمعايير الدولية خاصة في مجال النوعية. وزير السياحة والصناعات التقليدية ذكر الحاضرين من كل ربوع الوطن بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها السلطات العمومية من أجل استقطاب السياح الوطنيين والأجانب، حيث تم بداية هذا الشهر تنظيم تجمع للدواوين المحلية للسياحة التي تنشط عبر الوطن في مدينة سطيف وإعطائها الفرصة للنشاط في مجالات الترقية والإعلام والتوجيه السياحي حتى تسترجع مهمتها الأساسية كمنشط سياحي محلي، الأمر الذي مكن من إعادة بعث الفدرالية الوطنية للدواوين السياحية. ومن هذا المنطلق، أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية بأن لقاء وهران يندرج في إطار التعبئة الفعالة لمحترفي الفندقة كون تحقيق التناسق الكامل للسلسلة السياحية يدخل ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية وهو الأمر الذي يجعل مستقبل السياحة مرهون بوضع وتفعيل الإطار المنظم والتكامل الفعال المبني على التشاور والثقة المتبادلة ما بين مختلف الفاعلين في مجالي السياحة والفندقة، وفي هذا المجال شدد الوزير على أن النشاط الفندقي هو الحلقة الأكثر أهمية في السلسلة السياحية وذلك لارتباط هذا النشاط مباشرة بالمستهلك. ومن هذا المنطلق، ألح السيد إسماعيل ميمون على أن التنافس والعمل على تحسينه يدخل ضمن أولويات الاستراتيجية التي تسعى الوزارة إلى الاهتمام بها لأن غيابها لن يمكن السياحة الجزائرية من اكتساب المؤهلات أو التموقع الدائم في الأسواق العالمية ولا حتى تلبية طلبات السوق الداخلية المتزايدة ومن ثم فإن التنافس ينبغي أن يرتكز على إقناع الأسواق السياحية بنجاعة العروض المقترحة ومطابقتها لأذواق وطلبات المستهلكين، مهما تنوعت أو تعددت أو اختلفت لان السائح أصبح اليوم أكثر يقظة ودفاعا عن حقوقه لأنه إذا أبدى ليونة في كل ما يتعلق بالأسعار فإنه لا يبدي أي تنازل فيما يتعلق بنوعية الخدمات المقدمة له، حيث أكدت الدراسات الجادة بأن الزبون الراضي على الخدمات بإمكانه إقناع 10 أشخاص بجدية الخدمات المقدمة له، أما الزبون غير الراضي بإمكانه التأثير سلبا على 100 شخص بعدم اللجوء إلى الخدمات التي خذلته. وفي هذا الإطار اعترف السيد إسماعيل ميمون بأن إشكالية النوعية تبقى أهم نقاط ضعف السياحة في الجزائر وهو الأمر الذي تؤكده الدراسات التقنية ويتداوله المستهلكون أنفسهم، حيث أن غياب الاحترافية في مجال الخدمات ونقص النظافة وعدم بلوغ الخدمات المستويات المطلوبة تبقى دائما موضوع شكاوى واحتجاجات الوافدين على المؤسسات الفندقية وهو ما يفرض مستقبلا حتمية تحسين النوعية من خلال عصرنه المنظومة التكوينية بهدف تأمين منتوج قادر على رفع التحدي وفق احتياجات السوق وطلبات الزبائن.