عرف إنتاج الزيتون ببومرداس خلال الموسم الجاري، انخفاضا غير معهود، بلغت نسبته 70 بالمائة مقارنة بالمواسم الفارطة، رغم أن المساحة الإجمالية لأشجار الزيتون عبر إقليم الولاية، تقدر بحوالي 7000 هكتار؛ من بينها 6500 هكتار منتجة. وحسبما كشف عنه مصدر مسؤول من مديرية المصالح الفلاحية ببومرداس ل ''المساء''، فإن محصول جني الزيتون خلال هذا الموسم، لم يتجاوز41 ألف قنطار، كما أعطت عملية التحويل 700 ألف لتر زيت، حيث وصل معدل الإنخافض إلى 70 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، مُرجِعاً سبب هذا الانخفاض -بالدرجة الأولى- إلى العوامل المناخية غير الملائمة التي عرفتها المنطقة العام المنصرم، ناهيك عن عامل التعاقب المعهود لدى أشجار الزيتون، والذي ينتج عاما بعام. جمعية ''أسيرم'' تطالب بإنشاء معاصر للزيتون تناشد جمعية ''أسيرم'' التي تتخذ من جذوع شجرة الزيتون مادة أولية لصناعة التحف الفنية، الجهات الوصية بزيادة الاستثمار في إنشاء معاصر الزيتون وتقريبها من الفلاحين، للتسهيل عليهم وتخليصهم من عناء التنقل إلى معاصر بعيدة، وهي الخطوة التي من شأنها أن تسمح بخلق مناصب شغل دائمة، كما طالب رئيس الجمعية بتدعيم عملية حرث حقول أشجار الزيتون، نظرا لفوائدها الجمة على مردود الأشجار، حيث أشار إلى الأهمية القصوى التي تكتسيها عملية الحرث، وأنه من شأن الفلاح أن يضرب عصفورين بحجر واحد، إذ بإمكانه غرس الأرضية المحروثة والمحيطة بأشجار الزيتون، وهو ما سيحسن من دخله ومستوى معيشته، كما أن عملية الحرث تسمح بتغلغل مياه الأمطار إلى باطن الأرض، مما يقلل من نسبة الجفاف عوض ذهابها سدى إلى الوديان، كما أن تشبع الأرض بمياه الأمطار، يسمح بعودة المنابع الطبيعية وتشكل المروج، مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة تقليم أشجار الزيتون المثمرة، مع تكثيف عملية تطعيم الأشجار غير المنتجة، كون عملية غرس أشجار الزيتون لا تتماشى مع طبيعة المنطقة. إعادة غرس 4 ألاف شجرة زيتون لرفع المحصول تعمل المصالح الفلاحية لولاية بومرداس، بالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات، على تسطير عدة مشاريع، في إطار البرنامج الخماسي المندرج في برنامج تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي، حيث تهدف هذه المشاريع إلى تطوير منتوج الزيتون في المناطق الجبلية عبر إقليم الولاية، والتي ستشمل إعادة الإثمار للثروة، مع غرس حوالي4000 هكتار ضمن مشاريع مندمجة ذات صبغة محلية، تكريسا للامركزية تسيير البرامج التنموية المحلية للقطاع الفلاحي، والمنبثقة من خصوصية المنطقة عبر عمليات فتح المسالك الفلاحية لتحقيق الاستغلال الأمثل لأشجار الزيتون، مع تكثيف الثروة الموجودة، توسيع المساحة المغروسة عن طريق تقليم الأشجار المتواجدة طبيعيا وغرس فسائل الزيتون، من أجل إعادة الاعتبار لأشجار الزيتون التي تساهم بشكل كبير في الاقتصاد المحلي، والتقليص من حدة البطالة.