كل الظروف متوفرة لإشراك الكفاءات النسوية في الحياة السياسية أكد رئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان، السيد رشيد قسنطيني، أن تقدما ملحوظا تحقق خلال الخمسين سنة من الاستقلال في مجال حقوق المرأة إلا أن هذه الأخيرة يمكن أن تذهب بعيدا لتنتزع المزيد من المكتسبات، وأوضح المتحدث أنه فضلا عن الإرادة السياسية، كل العناصر متوفرة لفتح المجال أمام المرأة لولوج عالم السياسة، فيما دعت مجاهدات وناشطات في المجتمع المدني، النساء الجزائريات إلى الذهاب بقوة نحو صناديق الاقتراع يوم ال 10 ماي للإدلاء بأصواتهن بكل حرية وهدوء، كما دعت المرأة إلى عدم الاكتفاء بالتصويت بل خوض مجال الترشح للاستحقاقات المقبلة من أجل تعزيز وترقية دور العنصر النسوي في الحياة السياسية للبلاد. وأضاف قسنطيني خلال لقاء نظم أمس بمقر جريدة ''المجاهد'' خصص لموضوع ترقية صورة المرأة السياسية في وسائل الإعلام، أن الإرادة السياسة متوفرة من أجل ترقية المرأة في المجال السياسي، كما أن الرغبة موجودة، كذلك، لدى العديد من الأحزاب لإشراك المرأة في النشاط السياسي إلا أن الدور يقع على المرأة كي تتحمل مسؤوليتها وتقتحم المجال بإرادتها، ''إننا ندعم المرأة في مسعاها نحو المشاركة في السياسة، خاصة وأن القانون المنظم لذلك موجود والإرادة لدى القيادة العليا في البلاد كذلك موجودة''، ''لقد قامت المرأة بدورها على أكمل وجه مثلا في العدالة ونفس الشيء في القطاعات الأخرى وفي السياسة عليها أن تستغل كل هذا للإقلاع والانطلاق في الممارسة لتثبت نفسهاس. أما المحامية فاطمة الزهراء بن براهم فقد رافعت - من جهتها -لصالح منح الأولوية للمرأة التي تتمتع بكفاءات سواء في الأحزاب أو المناصب السياسية أو الترشح للمجالس الانتخابية داعية - بالمناسبة - النساء إلى تأكيد قدراتهن على رفع التحدي والقيام بدورها مثلها مثل الرجل، وأردفت بن براهم بقولها إن المرأة موجودة بقوة لا مثيل لها سواء في البلدان المجاورة أو حتى الأوروبية في جميع القطاعات، لا سيما في مجال القضاء والتعليم، هذا الأخير الذي توجد به بنسبة 68 بالمائة. وذكرت المديرة العامة لجريدة ''المجاهد'' السيدة نعمة عباس بما كانت عليه وضعية المرأة الجزائرية قبل الاستقلال، حيث كانت تلقب ب''فاطمة'' بما كانت تحمله الكلمة من معنى أي الخادمة، أما اليوم - تضيف المتحدثة - فهي حرة وتشارك بكل جدارة واستحقاق في تنمية البلاد وتقلدت مختلف المناصب، معتبرة نفسها نموذجا والدليل على ذلك كونها منحت منصب الرئيس المدير العام لأول جريدة جزائرية، وأضافت بقولها ''إننا نتمتع بحقوق مثلنا مثل الرجل، نتقاضى نفس الراتب وغير ذلك من الحقوق لكن هذا لا يعني أن المرأة ستكتفي بذلك وإنما هي مطالبة بمواصلة النضال دون الانتظار للحصول على أية مكتسبات''. واعتبرت رئيسة الجمعية الوطنية للنساء الجزائريات رئيسات المؤسسات السيدة ياسمينة طاية - من جهتها - أن إبراز دور ومكانة المرأة لا يجب أن يكون إلا في المواعيد الانتخابية، بل يجب أن يكون عملا متواصلا، مشيرة - في ذات السياق - إلى الدور الهام الذي يجب أن تلعبه وسائل الإعلام في دفع مسار ترقية المرأة وإبراز صورتها في شتى المجالات، وأكدت أن المرأة الجزائرية أثبتت جدارتها على جميع المستويات، حيث تحتل مكانة رائدة في العدالة والتربية والصحة وغيرها؛ فلماذا إذا هي شبه غائبة في السياسة وفي مناصب اتخاذ القرار، وأعلنت عن مبادرة قيد التحضير تتمثل في إنشاء ميثاق من أجل ترقية دور المرأة في مختلف المجالات، لا سيما المجال السياسي.