ما يزال التناول الإعلامي لقضايا المرأة مناسباتيا وبعيدا عن محاكاة واقع المرأة ،لوجود قصور في نقل الصورة كاملة وبكل تفاصيلها من لدن وسائل الإعلام ،نظرا لضعف تعاطي النساء الموجودات في مراكز القرار مع وسائل الإعلام،هو مأقرته السيدة نوارة سعدية جعفر الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة ،التي وجهت رسالة للمرأة السياسية للاضطلاع بجهد إضافي وتكوين علاقة صداقة مع وسائل الإعلام بغرض نقل وضعها . حيث يتعين اليوم على المرأة الاستفادة من سياسات وبرامج التنمية بنفس الشكل مع الرجل ،خاصة مع تسجيل تقدم يحسب للمرأة في مختلف المجالات ،حيث بنت ممثلة الحكومة نظرتها في تدخلها خلال ندوة خاصة بصورة المرأة في الإعلام من تنظيم مجلس الأمة، بناءا على معطيات مشجعة ،كانخفاض نسبة الأمية وارتفاع نسبة التمدرس وكذا نسبة العمالة في الوسط النسوي،والتحسن النسبي في مجال المشاركة السياسية وتكافؤ الفرص في كل السياسات والبرامج من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ ،وتكريس مبدأ المساواة في الدستور بين الرجل والمرأة ،وكل هذه المكتسبات يجب عليها الاستثمار فيها على نحو أفضل . فعلى الرغم من تسجيل المرأة تمثيلا في البرلمان لا يزيد من 6,94 بالمائة ،في حين ترتفع نسبة تواجدها على مستوى المجالس البلدية والولائية إلى 13 بالمائة إلا أن الممارسة السياسية النسوية ما يزال يطبعها سوء استغلال التموقع وما يتصل به من فرص متاحة في الحياة السياسية والعامة ،وضعف التشكيلات المهتمة بقضايا المرأة ، الأمر الذي تطلب التفكير أكثر في القضاء على أشكال التمييز على أساس الجنس في التوظيف على الرغم من ارتفاع مستوى التعليم لدى المرأة اليوم . الوقوف على الوضع الحقيقي للمرأة في بلادنا ،يؤكد إرادة السلطات العليا لتعزيز وترقية حقوق المرأة ،وعلى ضوء كافة الاستراتجيات الوطنية الخاصة بتدعيم دور المرأة في مختلف المجالات منذ الاستقلال، حيث لا ننسى في هذا الإطار التجربة النموذجية التي قام بها قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في إطار تعليم استعمال الحاسوب للمرأة غير العاملة عبر الوطن لتمكينها من النفاذ إلى شبكة الانترنت ،حيث لقيت العملية نجاحا كبيرا في الأوساط النسوية خاصة بعد استعمال الوزارة المعنية هياكل مختلفة لتكميل العملية التكوينية بينها حوالي 2000دار للشباب،لتشكل بذلك خطوة في مسار تدعيم مكاسب المرأة وتشييد مجتمع المعلوماتية ،بالتزامن مع إطلاق بوابة الكترونية خاصة بالمرأة الجزائرية . ويشير البحث الذي قام به مركز »كوثر« سنة 2007 ،55 بحثا عربيا خاصا بالإعلام والمرأة،بغرض التعرف على الأسباب التي تجعل صورة المرأة منحصرة في أقطاب ثلاث تجارية وحكومية ودينية ،حيث خلص البحث إلى كون الرجال أكثر حضورا في العمل الإعلامي ،وإدارة الرجال لوسائل الإعلام في العالم العربي ، كما استنتج البحث أن الأسماء البارزة في الإعلام يتصدرها الرجال بغالبية 80 بالمائة ،وأن عرض المرأة المكثف في الإعلانات وبعض البرامج الغرض منه استقطاب وشد المشاهدين ليس أكثر . وأضاف البحث أن البحوث العربية الخاصة بالمرأة العربية تقدم نظرة سلبية عن المرأة إذ تعتبرها ضيقة العقل ،فاسدة الأخلاق جاهلة ،كما أبرزت البحوث العربية أن النساء يرين أن وسائل الإعلام مخطئة في حقهن وأن الإعلام العربي يثير الكثير من المواضيع عن المرأة على رأسها السياسة لكن لتغطية التظاهرات الخاصة بها وليس لا برازها،وأبرزت البحوث ذاتها أن ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في المناصب القيادية ، لم يؤد إلى تحسين صورتها وأداءها وابراز كفاءاتها في مجال صنع القرار ، كما تشير نتائج بحث أخر اختص بالمغرب العربي حول المرأة السياسية والإعلام قام به مركز كوثر بالإشتراك مع معهد الأممالمتحدة للبحوث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة بل فقط من هن في مناصب قيادية ،كما أنها لم تعكس التنوع الموجود في الواقع خاصة في مراكز صنع القرار. ويبقى للإعلام دور حاسم في تقديم صورة معينة عن المرأة حيث وجب على الإعلام إبراز صورة حقيقية عن المرأة من خلال التكثيف من الروبورتاجات الخاصة بها والقيام بعمل جواري لتقصي الواقع النسوي ، مع ضرورة تحرير وسائل الإعلام من مختلف الضغوطات التي تتعرض لها حتى تتمكن من القيام بدورها في مختلف المجالات وليس فقط في مجال ترقية المرأة باعتبار أن للإعلام أهمية في المساهمة بكل فعالية في ترقية المرأة ،وإبراز دورها على مختلف الأصعدة ،مضيفة أنها يتعين على السلطات العمومية منح الوسائل القانونية التي تسمح بترقية المرأة .