احتفت حديقة التجارب بالحامة والمعهد الوطني للتكوينات البيئية، أمس، بعيد الشجرة عبر برنامج ثري تضمن الكثير من النشاطات والألعاب الترفيهية الموجهة للأطفال خصيصا، حيث كان هؤلاء في موعد مع مختصي البيئة للاستماع إلى شروحات حول أهمية الحفاظ على المحيط وبعض الظواهر السلبية التي تهدد بيئتنا وحياتنا. واختار المعهد هذه المناسبة للقيام بإحدى مهامه الرئيسية وهي ''التحسيس''، الذي أراد أن يوجهه للصغار حتى يغرس فيهم حب الشجرة والرغبة في الحفاظ على البيئة، وذلك ما أكدت عليه السيدة صبرينة والي المكلفة بالاتصال على مستوى المعهد، والتي أشارت إلى أن هذا الأخير وقع اتفاقية مع حديقة التجارب بالحامة سنة 2011 تمكنه من تنظيم كل النشاطات الخاصة بالتوعية والتحسيس بهذا الفضاء. واعتبرت محدثتنا أن الهدف من إحياء هذه المناسبة هو ترسيخ معناها في ذهن الأطفال بصيغة غير أكاديمية، من خلال نشاطات تثقيفية وترفيهية، تظهر لهم أهمية حب الشجرة والاعتناء بها والحفاظ عليها، لذا تم تشكيل مجموعات من الأطفال، يقوم أعضاء المعهد بتقديم شروحات لهم حول مواضيع خاصة بالشجرة وأخرى ذات علاقة بمسائل بيئية منها التلوث ومخاطره على الصحة، والمؤشرات البيئية، وتسيير النفايات، إضافة إلى تقديم إرشادات مختلفة حول كيفية حماية الطفل لبيئته والتحلي بسلوكات لائقة وكذا معرفة طريقة غرس البذور... إلخ. وشاركت جمعية ''الحياة'' من أجل أبناء الغد المتخصصة في البيئة في إحياء اليوم العالمي للشجرة المصادف ل21 مارس من كل عام الموافق لحلول فصل الربيع، والتي جلبت 40 تلميذا للمشاركة في هذه المناسبة، إضافة إلى مدرسة النسيم بتقرت، والنادي الأخضر لبلدية أولاد فايت وهيئات أخرى. وحسب السيدة والي؛ فإن المعهد الوطني للتكوينات البيئية تمكن لحد الآن من فتح 1025 ناد أخضر على مستوى مؤسسات تربوية في كل أرجاء الوطن، بعد اتفاقية وقعت بين وزارة البيئة وتهيئة الإقليم ووزارة التربية الوطنية سنة ,2002 مشيرة إلى أن الطلب على مثل هذه النوادي جعل المعهد يوسع المجال لينشئ بعضها على مستوى رياض الأطفال والمستشفيات ودور الشباب. ويوفر المعهد، كذلك، تكوينا في مجالات بيئية عدة موجهة للمتخصصين وغيرهم، منها التربية البيئية وتقنيات التنشيط، وتسيير النفايات والتنمية المستدامة، إضافة إلى تعليم البستنة للأطفال والتربية البيئية عبر المسرح. وعن مدى استجابة الأطفال لمثل هذه المبادرات التحسيسية المتعددة طيلة أيام السنة، قالت محدثتنا إنها لمست تغييرا إيجابيا لدى الأطفال من خلال تبنيهم لسلوكات جديدة، وأكثر من ذلك دعوة أوليائهم إلى احترام البيئة ونشر ما تعلموه داخل الأسرة والتأثير على الكبار، كما أكدت السيدة والي ان الكثير من الأطفال أصبحوا اليوم يعبرون عن اهتمامهم في التخصص بمجال البيئة.ويعمل المعهد حاليا - حسب ذات المصدر - على استكمال مشروع ''دور البيئة'' الذي مكن إلى غاية الآن من إنشاء تسعة دور في عدد من الولايات منها باتنة، غليزان، البويرة، الشلف، تبسة والنعامة.