احتفالا باليوم العالمي للطفولة وكذا اليوم العالمي للبيئة نظم المعهد الوطني للتكوينات البيئية بالتنسيق مع حديقة التجارب الحامة أبوابا مفتوحة على البيئة تمتد في الفترة ما بين 1 و5 جوان الجاري، بهدف إطلاع الأطفال على سبل حماية البيئة والتعريف في ذات الوقت بإنجازات النوادي الخضراء التي تم تنصيبها على مستوى المؤسسات التربوية، والتي تعرف بقافلة أطفال البيئة، حيث حملت هذه السنة شعار ''معا لحماية التنوع البيولوجي''. وقد توافدت على حديقة الحامة قوافل من الأطفال الذين جاءوا من عدة مدارس قدر عددها ب20 مدرسة ابتدائية من كل من بوزريعة وحسين داي والقبة والشراقة والجزائر العاصمة والحمامات وغيرها، وقدر عدد الأطفال المشاركين بقافلة البيئة بما يزيد عن 255 طفلا، وكلهم أمل في تبليغ رسالة واحدة وهي التأكيد على ضرورة حماية البيئية لأنها مصدر للحياة. ومن أجل هذا تزين الأطفال بألبسة تنكرية تعبر عن البيئة، فلبس البعض منهم أكياسا بلاستيكية خضراء ليظهروا وكأنهم نبات، في حين تزين البعض بأقنعة ترمز الى بعض الحيوانات، ورفع آخرون العديد من الشعارات التي تحث في مجملها على ضرورة حب البيئة والحفاظ عليها. تجمع الأطفال في شكل قافلة وتجولوا في كل أرجاء الغابة وهم ينشدون أجمل ما جادت به حناجرهم من أغان تخص البيئة. اقتربت ''المساء'' من السيدة صونيه والي المكلفة بالإعلام بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية، وحول قافلة أطفال البيئة حدثتنا قائلة ''نقوم في كل يوم ثلاثاء بموجب اتفاقية الشراكة المبرمة بين المعهد الوطني للتكوينات البيئية وحديقة التجارب بالحامة بعملية متابعة النوادي الخضراء المنصبة على مستوى المؤسسات التربوية لتقييم عمل الأطفال في مجال البيئة، وللأمانة - تضيف المتحدثة - لمسنا وعيا كبيرا لدى الأطفال بأهمية البيئة وضرورة الحفاظ عليها، بل أكثر من هذا بات لدى الأطفال مفهوم عام حول البيئة، إذ يعرفون معنى الطبيعة التي تعد جزءا من البيئة ويدركون ماهي عناصر البيئة، وما الأخطار المحدقة بها، ولأن عملنا مع الأطفال دوري نقوم في كل مرة بالتأكيد على التحسيس البيئي لدى الأطفال من خلال تنظيم أيام تحسيسية وتقييمية في محاولة منا لجعل الطفل جزءا لا يتجزأ من البيئة، من أجل هذا اغتنمنا مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفولة، وقمنا بتنصيب قافلة أطفال البيئة ليظل الطفل دائما على وعي تام بأهمية الحفاظ على محيطه وبيئته نظيفة، إلى جانب برمجة العديد من الورشات التي تمتد على مدار خمسة أيام على غرار ورشة البستنة وورشة المسرح البيئي وورشة التحسيس وورشات الألعاب البيئية وورشة الرسكلة. ولعل من أهم الأهداف التي يسعى المعهد الوطني للتكوينات البيئية إلى التأكيد عليها - تضيف السيدة صونيا - من خلال تنظيم هذه الأبواب المفتوحة هي التعريف بإنجازات ونشاطات النوادي الخضراء ليتم تعميمها على كافة المؤسسات التربوية بمختلف مستوياتها، ناهيك عن تنمية السلوك البيئي الحضاري في الطفل، وكذا مساعدة المعلمين والمنشطين على تبادل المعارف فيما بينهم''. و''لتكون المنفعة عامة - تقول المتحدثة - تمت برمجة بعض المسابقات بين النوادي الخضراء حول مواضيع تتعلق بالبيئة لاختبار ذكاء الأطفال، حيث تمحورت الأسئلة حول الماء والنفايات وكيفية استغلالها واسترجاعها''. المنشطون الذين قدموا رفقة الأطفال استحسنوا هذه المبادرة من منطلق أن المجتمع اليوم يراهن على الطفل ويعتبره المعول عليه لحمل مسؤولية الحفاظ على البيئة، بدليل أن النوادي الخضراء التي تم تنصيبها على مستوى المؤسسات التربية توكل إلى بعض الأطفال مهمة التفكير والعمل على مدار السنة داخل وخارج المؤسسة من أجل التأكيد على الحس البيئي والمساهمة في نشر الثقافة البيئية بين الكبار والصغار، وهو ما أكدته الأستاذة والمنشطة فتيحة بن نادير في حديثها إلى ''المساء''، حيث قالت ''نتوفر بمدرسة 17 جوان 72 بحسين داي على 25 طفلا منخرطا بالنادي الأخضر، وبصفتي منشطة لمست شغفا كبيرا لدى الأطفال نحو البيئة، إذ من المفروض أن يكون عدد الأطفال المنخرطين بالنادي ,10 إلا أن حبهم للبيئة جعل العدد يقفز إلى 25 طفلا، وهو مرشح للارتفاع، وأعتقد أن الأطفال يحبون كثيرا عملية البستنة وكذا الرسكلة، وهو ما نلاحظه على إنجازاتهم اذ يسعون الى استغلال كل ما تقع عليه أيديهم، فنجدهم مثلا يحولون القارورات البلاستيكية الى مزهريات او حاملات أقلام، بينما يحولون الملاعق البلاستيكية الى أزهار .... وبالتالي اعتقد ان أحسن ما قام به المعهد الوطني للتكوينات البيئية هو تنصيب هذه النوادي الخضراء، لأنها بالفعل ساهمت في تربية الطفل وتحبيبه في البيئة. بينما حدثتنا الأستاذة سكينة بالعزوق ممثلة نادي الواحة الخضراء بمتوسطة القبة قائلة ''نبذل جهدا كبيرا لترسيخ الثقافة البيئية لدى الأطفال على مستوى المتوسطة، فلا يخفى عليكم أن العمل مع تلاميذ الابتدائي يختلف عن العمل مع أطفال المتوسطات، لذا أعتقد أنه كلما كان العمل التحسيسي مع الطفل في سنوات مبكرة من عمره كلما كانت النتائج أحسن''.