لم يوفق رشيد بلحوت مدرب شباب قسنطينة في خرجته أمام وصيف البطولة فريق اتحاد العاصمة، في المقابلة التي جمعت الفريقين عشية يوم السبت الفارط بملعب الشهيد حملاوي لحساب الجولة ال23 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، حيث اكتفى الفريق المحلي بنقطة واحدة اقتسمها مع الفريق الضيف في آخر ثواني اللقاء. ووصف المدرب بلحوت هذه النتيجة بالإيجابية بالنظر إلى قوة المنافس، رافضا كل الانتقادات والحديث عن تضييع نقطتين مهمتين بعقر الديار كان الفريق في أمس الحاجة إليهما، خاصة وأنه لم يضمن البقاء بعد ويلعب كل حظوظه خلال الجولات المقبلة والتي يحتاج فيها على الأقل لثلاث نقاط، حيث انفجر مدرب الشباب غضبا عندما طلب منه التعليق على هذا التضييع، معتبرا أن هذا الأمر تشاؤم ولا يخدم الفريق بتاتا. واعتبر مدرب الشباب الذي لم يوفق أيضا في التغييرات التي أحدثها بإقحامه بهلول مكان دحمان وبوقرة مكان حجاج، أن فريقه كان غائبا طيلة الشوط الأول، ليتم تدارك الأمور خلال فترة الراحة بين الشوطين. مؤكدا أنه قدم نصائح لأشباله لتفادي أخطاء الشوط الأول، وهو ما كان بالفعل حسب مدرب الشباب في الشوط الثاني حيث ظهر الفريق بوجه آخر وشن العديد من الهجمات قبل أن يستفيد الفريق الضيف من ضربة جزاء حولها إلى هدف التقدم. وأشاد رشيد بلحوت بالروح القتالية للاعبيه واستماتتهم في الدفاع عن ألوان الفريق إلى آخر لحظة من المقابلة، حيث تمكن الفريق من العودة في النتيجة في الدقيقة الخامسة بعد التسعين، وهو الأمر الذي فجر فرحة الأنصار اللذين غزوا مدرجات ملعب الشهيد حملاوي رغم نقل اللقاء على قنوات التلفزيون الجزائري. ورفض مدرب شباب قسنطينة التعليق على الحكم، معتبرا أن اللقاء انتهى بمجرد إعلان بنوزة عن ذلك، حيث اعتبر أن صفحة اتحاد العاصمة طويت، وعلى الفريق التفكير من الآن فصاعد في مقابلة ربع النهائي من منافسة الكأس التي سيلعبها الفريق القسنطيني بملعب العقيد لطفي بتلمسان أمام الوداد المحلي. بنوزة لم يكن خارج الإطار أثارت قرارات الحكم الدولي بنوزة في الكثير من أطوار اللقاء الذي جمع بين شباب قسنطينة بضيفه اتحاد العاصمة، حفيظة آلاف أنصار الشباب الذين وصل بعم الأمر إلى محاولة اقتحام الملعب، خاصة بعد ضربة الجزاء التي أعلنها الحكم في الدقيقة التسعين من المقابلة، وهو الأمر الذي أخلط الحابل بالنابل، حيث توقفت المقابلة لأكثر من 6 دقائق بسبب المناوشات الكلامية بين لاعبي الشباب والحكم ودخول مناصرين من شباب قسنطينة إلى الملعب احتجاجا منهم على قرارات الحكم التي كانت في مجملها لصالح اتحاد العاصمة، ولو ان اغلب الملاحظين شهدوا لبنوزة بأنه طبق واحدة من الأخطأ ال ,10 كما ان الخطأ الذي ارتكبه المدافع لمايسي على المهاجم بومشرة كان واضحا، ويستحق ضربة والطرد معا. لمايسي يذرف الدموع بعد طرده بدا المدافع المحوري لشباب قسنطينة عادل لمايسي جد متأثر بعد طرده من الحكم بنوزة في الدقيقة التسعين، حيث أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه بسبب ما وصفه عرقلة مهاجم الاتحاد داخل منطقة ال18 مانحا ضربة جزاء للفريق الضيف. وغادر لمايسي الملعب متأثرا والدموع تذرف من عينيه، خاصة وأنه سيغيب عن لقاء الكأس، كما أن هذه البطاقة الحمراء هي الأولى له منذ بداية مشواره الاحترافي. الأنصار على الطريقة الأوروبية في بداية اللقاء والإفريقية في النهاية صنع أنصار شباب قسنطينة في بداية اللقاء ديكورا مميزا على مدرجات ملعب الشهيد حملاوي، من خلال التنظيم المحكم واللوحات الفنية التي رسموها، خاصة عن طريق ''لا هولا'' أو كما يعرف بين أوساط الأنصار الموجة، وكذا ''التيفو'' العملاق الذي غطى المدرجات والذي كان يحمل اسم ملعب البركان مرفقا بعلم وطني عملاق يؤكد تمسك أنصار الشباب بوطنيتهم، وكانت هذه الأجواء تشبه كثيرا أجواء الملاعب الأوروبية، لكن نهاية المقابلة كانت على عكس بدايتها، حيث استفزت قرارات الحكم بنوزة أنصار الشباب الذين حولوا الملعب في اللحظات الأخيرة إلى شبه حلبة مصارعة واختلطت الأمور حتى بعد نهاية اللقاء على الطريقة الإفريقية وحتى خارج أصوار الملعب، مما تسبب في توقيف عدد من المشاغبين وجرح أكثر من 20 مناصرا وعدد من أعوان الأمن الذين حاولوا إعادة الأمور إلى نصابها ونجحوا في ذلك بعد جهد جهيد. إدارة الشباب ترفض العنف رفضت إدارة شباب قسنطينة وعلى رأسها المكلف بالاستثمار محمد بولحبيب، أعمال الشغب التي أعقبت نهاية لقاء الشباب بضيفه اتحاد العاصمة لحساب الجولة الثالثة والعشرين من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، والتي امتدت إلى خارج أسوار الملعب، حيث اعتبرت أن العنف لا يحل المشاكل، بل يزيد الطين بلة ويحمل الفريق عقوبات هو في غنى عنها.. معتبرة أن الأمور كان من المفترض أن تنتهي بمجرد إعلان الحكم صافرة النهاية وأن رشق الملعب بقارورات الماء ومقذوفات أخرى هو سلوك غير حضاري ويسبب الضرر للفريق أكثر من النفع. الاتحاد بقي في الملعب حوالي ساعتين بعد نهاية اللقاء غادر لاعبو شباب قسنطينة الملعب بعد حوالي ساعة من نهاية اللقاء، حيث فضلت الإدارة نقل اللاعبين في سيارات نقل جماعي صغيرة لتجنب أي مشاكل في طريق العودة من طرف الأنصار الغاضبين، في حين اضطر فريق اتحاد العاصمة للبقاء حوالي ساعتين بعد نهاية اللقاء قبل أن يغادروا الملعب بأمر من مصالح الأمن التي كانت متخوفة من رشق حافلة الزوار. ومكث زملاء خالد لموشية خلال هذه الفترة أمام غرف تغيير الملابس المخصصة لهم، جالسين على الأرض دون أي احتجاج ما يؤكد احترافيتهم، حيث تفهموا الأمر واقتنعوا بأن بقاءهم في فائدة الفريق. وغادرت حافلة الاتحاد ملعب الشهيد حملاوي وسط تعزيزات أمنية متجهة إلى بلدية الخروب، أين فضل الفريق المبيت بنزل قوس قزح قبل المغادرة إلى العاصمة.