سيشارك حوالي مليوني متضامن من ثمانين دولة حول العالم في مسيرة القدس العالمية التي تحتضنها العاصمة الأردنية يوم غد الجمعة بالتزامن مع الذكرى ال36 ليوم الأرض الفلسطيني. ويأتي تنظيم هذه المسيرة استجابة لنداء نصرة القدس الشريف ومسجد الأقصى المبارك الذي يهدد تواجده المخططات الصهيونية لتهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وشهدت العاصمة الأردنية في الأيام الأخيرة توافد شخصيات سياسية وبرلمانية ودينية وأخرى مشهورة ولها وزنها على الساحة الدولية من مختلف أنحاء العام للمشاركة في هذه المسيرة التي يسعى منظموها لأن تكون حدثا هاما في دعم القدس ورسالة باتجاه قوات الاحتلال بأن المدينة المقدسة ليست لوحدها وهناك الملايين لن يتأخروا عن تلبية نداء نصرتها. وسيكون من بين المشاركين أربعة حاخامات أمريكيين يهود ينتسبون لحركة ''ناطوري كارتا'' الرافضة لوجود ما يسمى ''بدولة إسرائيل''. وقال ربحي حلوم الرئيس التنفيذي والمنسق العام للمسيرة أنه ''وبعد صلاة الجمعة سينطلق مهرجان خطابي تتحدث خلاله أربع شخصيات يمثل كل منهم إحدى القارات كما أنه ستكون هناك كلمة لشخصية اعتبارية أردنية لكون المملكة تستضيف فعاليات المسيرة''. وأضاف أنه ''مع أن المسيرة اتخذت من القدس شعارا لها لما للقدس من أهمية دينية وعالمية إلا أن أهدافها تنحصر في فضح ممارسات الاحتلال الصهيوني في القدس والتنديد بكافة الممارسات الصهيونية على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة''. وجدد التأكيد على سلمية المسيرة وحضاريتها وأنها لا تخضع لأية أجندات سياسية أو حزبية أو محلية أو إقليمية، مشددا على أن المشاركين في المسيرة سيكتفون برفع العلمين الأردني والفلسطيني فقط. ويأتي تنظيم هذه المسيرة مع إحياء الفلسطينيين لذكرى يوم الأرض في ال30 مارس من كل سنة وذلك منذ 1976 بعدما أقدمت السلطات الإسرائيلية على مصادرة أكثر من 21 دونما من أراضي الجليل. وأعلن على اثر ذلك الفلسطينيون إضرابا شاملا تحول إلى مواجهات عنيفة بعد محاولات الشرطة الإسرائيلية كسر الإضراب وأدت إلى استشهاد ستة فلسطينيين. وبهذه المناسبة ستنظم يوم غد تظاهرات في ثلاثة مواقع من الضفة الغربية على أن تشمل حاجز قلنديا العسكري قرب رام الله وقرب مسجد بلال بن رباح في بيت لحم بالضفة الغربية وعند رأس العامود في شرق القدس. وستتزامن هذه التظاهرات مع أخرى مماثلة في قطاع غزة إلى جانب تظاهرات قرب الشريط الحدودي لسوريا والأردن ومصر ''دول الطوق'' بالإضافة إلى وقفات تضامنية أمام السفارات الفلسطينية في عدة دول عربية وأجنبية. وعشية ذكرى يوم الأرض أقدم عشرات الجنود الإسرائيليين إلى جانب عدد كبير من المستوطنين اليهود أمس على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاته من جهة باب المغاربة بالقدسالمحتلة. وجاء في بيان لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث ان ''نحو مائة من جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك ويقومون في هذه الأثناء بجولات في مرافق المسجد فيما يحاول المستوطنون أداء صلوات وشعائر يهودية في باحات الأقصى''. وذكر البيان أن هناك حالة استنفار كبيرة من قبل قوات الاحتلال وشرطتها العسكرية التي انتشرت بكثافة في مواقع متفرقة في المسجد الأقصى المبارك.