أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى أول أمس أن ما يحدث في دول الجوار يجعل الشعب الجزائري أكثر تمسّكا بوحدته الوطنية في كافة أرجاء البلاد، مشيرا إلى أن حدود الجزائر تمتد عبر التاريخ إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي وأنه لا أحد أعطى للجزائر شبرا من ترابها هبة. وشدد السيد أويحيى في كلمة ألقاها خلال اجتماع مع مناضلي الحزب في ولاية تمنراست على انه لا احد رسم حدود الجزائر التي تمتد عبر التاريخ، مذكرا بكفاح قبائل الجنوب ضد الاستعمار الفرنسي وتمسكها باستقلال الجزائر قاطبة، وكذا بكفاح الشعب الجزائري البار ''الذي دفع سنة إضافية من الكفاح لكي تبقى الجزائر واقفة وموحدة من العاصمة إلى عين قزام ومن دبداب إلى تندوف ومن جانت إلى مرسى بن مهيدي ومن الشناشن إلى الطارف''. وأوضح المتحدث بأن ''المنطقة تعيش آلاما وأحداثا، لا يمكن أن تتركنا دون إحساس أو دون انشغال''، مشيرا إلى أن سكان الجنوب الذين يشاركون مواطني الشمال وباقي مناطق الجزائر في الدين والوطن، قلقون على الحدود ''وقلقهم مشروع''، مذكرا في سياق متصل بالاعتداء على قنصلية الجزائر بغاو واحتجاز موظفيها، والذي وصفه بالاعتداء على حرمة دولة، معربا عن استنكاره الشديد لذلك. وعاد المتحدث في كلمته إلى الانفجار الذي وقع مؤخرا في مدينة تمنراست، موضحا بأن هذه المصيبة ''تذكرنا بأهمية الأمن والسلم والاستقرار، والتي بدونها لا يمكن تحقيق التنمية والتقدم''، وأكد بأن الجزائر التي هزمت الإرهاب لا بد أن تتغلب على المؤامرات التي تأتيها باسم الديمقراطية. وفي سياق متصل أكد الأمين العام للأرندي أن ''الجزائر بخير بفضل الله وبفضل الشعب البار الذي رفض أن يلعب به من يصنع المناورات خدمة للأجانب'' واعتبر أن ''الفضل يرجع أيضا للدولة التي لم تنتظر أي بركان لانتهاج الديمقراطية والتعددية''، مشددا على أن الربيع العربي الذي ''حاول البعض إدخاله للجزائر بداية بما سمي بأزمة السكر والزيت، فشل بفضل مواجهة قوات الأمن للفوضى بحكمة''. ولدى تطرقه إلى الوضع في منطقة الساحل ولا سيما بمالي اعتبر المتحدث بأن الوضع في هذه المنطقة يتطور بشكل جد خطير، واستدل بحال السودان الذي تم تقسيمه ولا زال يتخبط في مشاكل وكذا بالأزمة التي حلت بليبيا، لافتا الانتباه إلى أن ''ما يحاك من طرف الأجانب في هذه المنطقة يستهدف في الأخير بترول وغاز واورانيوم وخيرات بلدانها''. وبعد أن أشار إلى أن الجزائر تشعر بما يعانيه سكان كيدال وغاو وتمبوكتو بشمال مالي من اعتداءات ونهب ''لأنها عاشت هذه المشاكل من قبل''، أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أن ''ما يقع اليوم عند جيراننا يعد فرصة لتوحيد صفوفنا وتثمين قيمة الاستقلال والوحدة الترابية والوحدة الوطنية وقيمة السلم، مشيرا بخصوص قضية ''الأزواد'' إلى انه ''إذا كان الأمر شأنا داخليا فنحن متمسكون بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية''، أما إذا كان الأمر غير ذلك على حد تعبيره ''فلابد أن نفتح أعيننا ونكون حذرين''. من جانب آخر ولدى تطرقه إلى التنمية في ولايات الجنوب، أكد السيد اويحيى أن التنمية تقوم بها الدولة عبر كل مناطق البلاد دون تمييز، معلنا بالمناسبة أن منطقة أقصى الجنوب ستستفيد من إنشاء 10 مؤسسات عمومية هامة لإنعاش اقتصادها منها 6 في تمنراست و4 في عين صالح، في انتظار المؤسسات التي سينشئها الخواص. كما أشار إلى أن جملة المشاريع التنموية المقترحة بولاية تمنراست ستقضي على أغلب المشاكل التي تعرفها المنطقة، مبرزا الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لإعمار وبناء هذه الولاية، ولا سيما من خلال ما خصص لها في إطار البرنامجين الخماسي والتكميلي اللذين مكنا الولاية من ''مشروع القرن'' المتمثل في تزويد مدينة تمنراست بالمياه القادمة من عين صالح على مسافة 750 كلم. الجزائر ليست بحاجة لمن يزرع البلبلة باسم الدين من جانب آخر اعتبر الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الجزائر ليست بحاجة إلى من يزرع البلبلة باسم الدين، داعيا الأحزاب السياسية المشاركة في تشريعيات 10 ماي المقبل إلى دخول هذه المنافسة الانتخابية ببرامج تسهم في تنمية البلاد. وأشار المتحدث إلى أن ''الجزائر ليست بحاجة إلى من يعيدها إلى سنوات الإرهاب وإنما إلى برامج لبناء أفضل للوطن واستكمال النقائص التي تعرفها البلاد في بعض المجالات كالسكن وخلق مناصب الشغل''، مشيرا في نفس الصدد إلى أن ''كل الجزائريين مسلمون وأنصار للدين ومتمسكون بالقرآن والسنة''. وبعد أن ذكر بجملة الضمانات التي تحيط سير العملية الانتخابية خلص السيد أويحيى إلى انه ليس هناك أي خوف على نزاهة الانتخابات، وأشار إلى أن حزبه سيقبل بالفائز في المعركة الانتخابية القادمة، داعيا مناضلي حزبه وكافة المواطنين إلى التجند كما تجندوا لمكافحة الإرهاب، والتوجه إلى صناديق الاقتراع بقوة لمحاربة ما اسماه ''العدو الوحيد للجزائر ''وهو الأجنبي'' لمجابهة ما يحاك ضد الجزائر من مؤامرات باسم الديمقراطية، وتحقيق الانتصار وجعل الموعد الانتخابي حفلا لكل الجزائر في الذكرى ال50 من الاستقلال''. وأشاد المتحدث بالمناسبة بالدور الذي لعبه أمناء العقال الذين تعاقبوا على منطقة تمنراست تباعا بدءا بالقائد باي أغ امستان والحاج موسى اخاموك والحاج احمد ايدابير أمين العقال الحالي، والذي فند له شخصيا الإشاعات التي روجت حول دعوته توارق المنطقة إلى مقاطعة الانتخابات.