أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى أول أمس بتمنراست أن ''لا أحد أعطى للجزائر شبرا من ترابها هبة''، وأن ما يحدث في دول الجوار يجعل الشعب الجزائري أكثر تمسكا بوحدته الوطنية في كافة أرجاء البلاد. وفنّد السيد أويحيى في كلمة ألقاها خلال اجتماع عقده مع مناضلي الحزب في ولاية تمنراست ما يقوله البعض، بأنه ''صنع حدود الجزائر'' مؤكدا أن ''حدود الجزائر تمتد إلى التاريخ ما قبل الاستعمار الفرنسي''. وذكّر بكفاح قبائل الجنوب ضد الاستعمار الفرنسي وتمسكها باستقلال الجزائر قاطبة. وحيا في هذا الصدد ''الشعب الجزائري البار الذي دفع سنة إضافية من الكفاح لكي تبقى الجزائر واقفة وموحدة من العاصمة إلى عين قزام ومن دبداب إلى تندوف ومن جانت إلى مرسى بن مهيدي ومن الشناشن إلى الطارف''. وتطرق السيد أويحيى إلى الوضع في منطقة الساحل وبالتحديد في المالي، قائلا إن ''المنطقة تعيش آلام وأحداث لا تتركنا دونا أحساس أو دون انشغال'' قبل أن يضيف بأن اللقاءات التي جمعته بسكان المنطقة التي يوجد بها منذ الخميس أعطت له فرصة للاطلاع على أحوال الولاية. وقال في هذا الصدد أن ''سكان الجنوب يشاركون مواطني الشمال وباقي مناطق الجزائر في الدين والوطن''. وأضاف أن في هذه المنطقة (جنوبالجزائر)، ''الحجارة تتكلم قبل البشر لكي تذكر الجزائريين والجزائريات أنهم أبناء شعب جد عريق وأبناء حضارة لها أكثر من 10 آلاف سنة''. وقال إن سكان تمنراست ''قلقون على الحدود وقلقهم مشروع''، مذكرا أن ''بالأمس (الخميس) تم الاعتداء على حرمة دولة واحتلال القنصلية في غاو وأخذ الموظفين وهذا نستنكره، لأن هذا ليس طريقة معاملة شعوب''. وأضاف أن الوضع منطقة في الساحل الصحراوي من الصومال إلى المحيط الأطلسي ''يتطور بشكل وبطرق جد خطيرة''، والدليل على ذلك كما قال ''تقسيم السودان الذي لا زال يتخبط في مشاكل والأزمة التي مرت بها دولة مجاورة يربطنا معها ماض مجيد في الكفاح وهي ليبيا التي دعمت الثورة الجزائرية''. وأشار السيد أويحيى إلى أن ''ما يحاك من طرف الأجانب يستهدف في الأخير بترول وغاز وأورانيوم وخيرات''، بلدان المنطقة مضيفا أن ''بعد أن هزمنا الإرهاب لا بد أن نغلب المآمرات التي تأتينا باسم الديمقراطية''. وعن قضية الأزواد قال السيد أويحيى ''إذا كان الأمر شأن داخلي فنحن متمسكون بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية''. إلا أنه تساءل ''هل فكرة الأزواد محلية فقط'' لافتا بأنها ''إذا لم تكن كذلك لا بد أن نفتح أعيننا ونكون حذرين''. وأشار السيد أويحيى إلى أن الجزائر تشعر بما يعانيه سكان كيدال وغاو وتمبوكتوا (شمال مالي)، الذين يعانون من الاعتداءات والنهب لأنها عاشت هذه المشاكل من قبل. وعن الإنفجار الذي وقع مؤخرا في مدينة تمنراست، أكد السيد أويحيى أن هذه المصيبة ''تذكرنا بأهمية الأمن وأن بدون سلم واستقرار لا تنمية ولا تقدم''. وأردف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أن ''ما يقع عند الجيران فرصة لتوحيد صفوفنا ونعرف قيمة الاستقلال والوحدة الترابية والوحدة الوطنية وقيمة السلم''. وقال للحضور أن ''الجزائر بخير'' وأنها ''مرت من الشتاء العربية بخير بفضل اللّه وبفضل الشعب البار أيضا الذي لا زالت جروحه مفتوحة ورفض أن يلعب به من يصنع المناورات خدمة للاجانب'' مضيفا أن ''الفضل يرجع أيضا للدولة التي لم تنتظر أي بركان لانتهاج الديمقراطية والتعددية''. وشدّد على أن الربيع العربي الذي ''حاول البعض إدخاله الجزائر بداية بما سمي أزمة السكر والزيت قد فشل بفضل مواجهة قوات الأمن للفوضى بحكمة''. وأكد السيد أويحيى أن ''أرض الجزائر حررها الجزائريون كلهم مع بعض ويعيشون اليوم بمساواة لا يوجد تفريق عنصري ولا فئوي''. وأضاف أنه ''لا يوجد مجال لمن يريد أن يصنع ثورة في الجزائر باسم وجود التفرقة أو التمييز في التنمية فالتنمية يؤكد السيد أويحيى تقوم بها الدولة عبر كل مناطق البلاد دون تمييز''. واعتبر بأن ''الحيرة التي يعرفها سكان تمنراست مشروعة'' ورد عليها بالقول بأن ''الجزائر شمالا وجنوبا لها كل الامكانيات والقدرات لحماية حرمة ترابها ووحدة شعبها وسيادة وطنها''. ولكنه في نفس الوقت قال بأن الجيش والدرك والشرطة يدافعون على البلاد. ولكنهم ''بحاجة إلى آذان وعيون والشعب للدفاع عن الوطن بتوحيد الصف'' حاثا سكان الجنوب على الحذر والبقاء متآزرين والحرص على حدود البلاد''. وأوضح في هذا الصدد ''لسنا متشائمين نحن شعب واحد و لكن اليقظة لا بد منها''، معبرا عن اطمئنانه لكون مواطني عين صالح وتمنراست وعين قزام وتينزاواتين ''واعين ومتمسكين بوحدة التراب ومتحدين ضد المآمرات التي تحاك ضد دول المنطقة''. ومن جهة أخرى أكد السيد أويحيى أن ''الدولة ستبني البلاد بنفس الاهتمام شمالا وجنوبا وعلى المواطنين أن يساهموا في الحفاظ على سلامتها ووحدة ترابها''. وفي الأخير فنّد الأمين العام لتجمع الوطني الديمقراطي أن يكون قبائل تمنراست قد دعوا إلى مقاطعة التشريعيات القادمة.