استقبل، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) السيدة إيرينا بوكوفا التي تقوم بزيارة عمل للجزائر منذ أول أمس تدوم أربعة أيام. وقد أبرزت المديرة العامة لليونيسكو علاقات التعاون ''المميزة'' التي تربط الجزائر ومنظمتها معربة عن إرادة الطرفين على تعزيزها أكثر لاسيما في مجال البحث العلمي. وصرحت السيدة بوكوفا للصحافة عقب الاستقبال ''أنا جد مسرورة لأنني أجريت هذه المحادثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتطرقنا خلالها إلى علاقات التعاون المميزة التي تقيمها الجزائر واليونيسكو والوسائل التي من شأنها أن تضفي نوعية أكبر على التربية''. كما أكدت المديرة العامة لليونيسكو أنها تطرقت مع الرئيس بوتفليقة إلى تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي وكذا حرية تعبير الصحافة وتكوين الصحفيين. من جهة أخرى، أشادت السيدة بوكوفا بالجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تعزيز المساواة بين الرجل والمرأة معربة عن ارتياحها للمصادقة على القانون حول تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة. كما أشارت إلى أنه تم بهذه المناسبة التطرق إلى الوضع السائد في الدول المجاورة للجزائر وفي إفريقيا. وأعربت السيدة بوكوفا عن ''امتنانها لهذا التبادل المثمر'' منوهة بالحكمة السياسية لرئيس الجمهورية. وكان السيد مراد مدلسي أجرى، أمس، محادثات مع السيدة ايرينا بوكوفا، وفي تصريح للصحافة، أكدت المديرة العامة لليونيسكو أن الجزائر ومنظمة اليونيسكو تجمعهما ''علاقات متميزة''، مضيفة أن المحادثات تناولت ''اسهام الجزائر في حماية التراث العالمي'' كما هنأت في هذا الإطار الجزائر بمناسبة انتخابها ضمن لجنة التراث العالمي. ونوهت المديرة العامة لليونيسكو بالإصلاحات التي بادرت بها الجزائر لاسيما رفع نسبة تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة بثلاثين بالمائة واصفة ذلك ب''القرار الهام''. من جهة أخرى، أشارت السيدة بوكوفا إلى أنه تم خلال هذه المحادثات التطرق إلى دور منظمة اليونيسكو بعدما انضمت إليها فلسطين، واصفة هذا الانخراط ب''الحدث التاريخي''. كما اقامت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة، أول أمس، مأدبة عشاء على شرف المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة من أجل التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بجنان الميثاق بحضور وزير الاتصال السيد ناصر مهل ووزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار وسفير الجزائر بباريس السيد ميسوم صبيح والأمين العام للجنة الوطنية لليونيسكو والبروفيسور نور الدين طوالبي. وأكدت المسؤولة الأممية في كلمة ألقتها بهذه المناسبة أن الجزائر قد أعطت المثال عن ''نمط ديمقراطي شامل''. وأن ''هذا المثال الجيد يسمح لعديد البلدان الأخرى بطي الصفحات المأساوية''. كما أنه يعد -حسب السيدة بوكوفا- ''تعبيرا عن إرادة للإصلاح والعصرنة من أجل تحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية من خلال التركيز على الثقافة كاداة هامة للادماج الاجتماعي''. في هذا السياق، أكدت المديرة العامة لليونيسكو أن إعادة انتخاب الجزائر مؤخرا لثالث مرة في المجلس التنفيذي لليونيسكو تعد ''علامة ثقة مطلقة'' كما حيت الجهود التي تم بذلها من أجل الحفاظ وتأهيل التراث التاريخي الجزائري والعلاقات ''الجيدة'' بين اليونيسكو والسلطات الجزائرية. من جانبها، اقترحت السيدة تومي بأن تحتضن الجزائر سنة 2013 الدورة ال38 للجنة الثراث العالمي، مؤكدة التزام الجزائر تجاه صندوق التراث الافريقي بخصوص الملفين الجاريين، ألا وهما المتحف الإفريقي الكبير والمركز من اجل المحافظة على التراث غير المادي للقارة الإفريقية. كما جددت وزيرة الثقافة استعداد الجزائر للتعاون مع اليونيسكو وأن ''تخدم قدر المستطاع وبكل صدق وبالوسائل المادية والبشرية المتاحة أهم الاتفاقيات الدولية التي صدقت عليها أو وقعتها''. وقد قامت مسؤولة اليونيسكو بزيارة الى مدرسة التربية البيئية بحديقة التجارب بالحامة رفقة وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد، حيث دعت في تصريح أدلت به عقب زيارتها للمدرسة، أمس، إلى تكثيف العمل لترقية التربية البيئية أكثر لدى الأطفال. وألحت السيدة بوكوفا على وجوب العمل لضمان حماية بيئية متواصلة، مبرزة أهمية ترسيخ ثقافة بيئية لدى الاجيال الصاعدة. وبعد أن أعربت عن إعجابها بالعمل ''الجبار'' الذي تقوم به هذه المدرسة في مجال حماية البيئة، شددت على أهمية تعزيز وتعميق النشاط التوعوي والتحسيسي في المجتمع. وتم خلال الزيارة تقديم شروحات وافية حول الطرق المتبعة بالمدرسة في تكوين الاطفال في مجال حماية البيئة من خلال تلقينهم كيفية غرس النباتات والأشجار وحماية الحيوانات لا سيما الطيور ومكافحة التلوث وإزالة النفايات. وتقوم مدرسة التربية البيئية المتواجدة بحديقة التجارب بتكوين وتربية الأطفال الصغار مجانا على كيفية غرس النباتات والحفاظ عليها والاعتناء بها. من جهة اخرى، منحت جامعة الجزائر1 أمس شهادة الدكتوراه الشرفية في العلوم الإنسانية للمديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة. وتم منح هذه الشهادة من طرف عميد جامعة الجزائر 1 السيد طاهر حجار الذي أوضح أن تكريم السيدة بوكوفا جاء نظير مجهوداتها في مجال السياسة وفي نشر ثقافة السلم والتعاون وترقية الحوار وتدعيم مجهودات الدول في مجال التربية والتعليم والثقافة. وقالت السيدة بوكوفا في تدخل لها أمام طلبة واطارات الجامعة ''سوف نعمل بكل ما في وسعنا من أجل مرافقة الجزائر في الاصلاحات التي بادرت بها''. وأعربت ضيفة الجزائر عن أملها في أن تفضي هذه الإصلاحات إلى ''مجتمع أكثر توازنا وازدهارا في إطار احترام حقوق الإنسان والمساواة بين النساء والرجال''، مثمنة في هذا الاطار إجراء رفع تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة ب30 بالمائة الذي وصفته ب''القرار الهام''. كما نوهت السيدة بوكوفا بالتجربة الإعلامية في الجزائر التي تتوفر -كما قالت- على صحفيين نشطاء يتمتعون بحرية تعبير كبيرة'' مشيدة بقانون الإعلام الجديد وما يضمنه من ''حريات جديدة''. وتندرج زيارة السيدة بوكوفا الى الجزائر في إطار تعزيز علاقات التعاون بين الجزائر ومنظمة اليونيسكو. كما تأتي هذه الزيارة في سياق يتميز ب''تعزيز تواجد الجزائر ضمن هذه المنظمة من خلال مساهماتها الهامة على مستوى الهيئات المديرة والثانوية لا سيما من خلال انتخابها في لجنة التراث العالمي في نوفمبر 2011 . وكانت السيدة إيرينا بوكوفا قد أكدت أول أمس لدى وصولها إلى الجزائر أن زيارتها إلى الجزائر تندرج في إطار تعزيز علاقات التعاون بين الجزائر واليونيسكو، حيث صرحت قائلة ''أنا هنا لاستكشاف إمكانيات تعزيز العلاقات بين الجزائر واليونيسكو''. وأوضحت السيدة بوكوفا أن الجزائر تعد من بين الدول ''الجد نشيطة'' وتملك الكثير من المواقع التاريخية المصنفة ضمن التراث العالمي مضيفة أن ''الجزائر والوكالة الأممية تقيم علاقات تعاون في مجالات التربية والتعليم العالي منذ عدة سنوات''. يذكر أن السيدة بوكوفا البالغة من العمر 57 كانت أول نائب لوزير الخارجية والمنسقة الخارجية لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الاوروبي قبل أن تصبح وزيرة للخارجية من سنة 1996 إلى .1997